وقعت الحكومة والفيدرالية الوطنية للسياحة، اتفاقية شراكة تتوخى إضفاء الطابع الرسمي على التدابير المتخذة في إطار لجنة اليقظة الإستراتيجية لمساعدة قطاع السياحة على مواجهة آثار الأزمة العالمية. وتسعى هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار، ووزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد، ورئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة عثمان الشريف العلمي، لأن تكون مخطط عمل ورد فعل متوافق بشأنه بين القطاعين العام والخاص على أثر الأزمة العالمية على قطاع السياحة. وتشمل الاتفاقية تدابير تتوخى، بالأساس، استكشاف أسواق جديدة والحفاظ على الحصص في الأسواق ذات الأولوية وهي فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا والبينولوكس، وزيادة التدفقات السياحية. وسيتم، بموجب هذه الشراكة، اتخاذ تدابير دورية قصد دعم عمل المكتب الوطني المغربي للسياحة عبر تخصيص منحة إضافية بقيمة300 مليون درهم من أجل الترويج لوجهة المغرب وتطوير الخدمة الجوية السياحية. ويتوزع هذا المخطط على العديد من التدابير التي تتمحور، على الخصوص، حول تعزيز التواصل وفتح، خلال هذه السنة، محطات جديدة للمخطط الأزرق (السعيدية ومازاغان)، وتعزيز نمو قطاع النقل الجوي، وإحداث مخطط إقلاع مخصص لوجهة مراكش وإطلاق حملات ترويجية مع منظمي الرحلات. ويلتزم المهنيون، بموجب هذه الاتفاقية، بالمساهمة بشكل فاعل في النهوض بالسياحة الداخلية على الخصوص، وتطوير عمليات التكوين المستمر لفائدة الموظفين، والحفاظ على مناصب الشغل والتأقلم مع تطور قنوات التوزيع على مستوى الأسواق الرئيسية، وذلك بتعزيز حضورها على شبكة الانترنيت. وتلتزم الدولة، من جهتها، بإحداث آلية للحث من أجل تنمية الإقامات السياحية المخصصة للإيجار التي من شأنها تطوير القدرة السريرية المصنفة ومتابعة تنفيذ المخطط الأزرق. كما تلتزم بإحداث آلية لدعم الاستثمار لمواكبة إنجاز مشاريع سياحية متفق عليها وتجديد المؤسسات الفندقية لمواكبة تأهيل الحظيرة وتحسين جودة المنتوج السياحي. وقال بوسعيد، إن المغرب يتوفر على مزايا تنافسية هامة في مجال السياحة يجب الحفاظ عليها، وعلى الخصوص في فترة الأزمة الدولية هذه، مشددا على أهمية قطاع السياحة الذي يمثل 9 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، ويمكن من خلق 400 ألف منصب شغل مباشر. وأضاف الوزير أن "القطاع السياحي المغربي ليس في أزمة" موردا، في هذا الإطار، بعض مؤشرات القطاع التي تشهد على سلامته. وأكد أنه في نهاية الشهور الأربعة الأولى من السنة الجارية، ارتفعت نسبة التدفقات السياحية ب 10 في المائة، إلى 2.16 مليون سائح، وتواصل هذا المنحى التصاعدي خلال شهر ماي المنصرم بارتفاع بلغت نسبته 11 في المائة، مضيفا أن المنعشين يواصلون، على الرغم من الأزمة العالمية، برامجهم الاستثمارية في المغرب. ومن جهته، أكد مزوار أن "قطاع السياحة المغربي يبدي قدرة على المقاومة والابتكار"، مشددا على أهمية الثقة بين مختلف الفاعلين في القطاع، وخصوصا في ظرفية الأزمة العالمية هذه. ودعا مزوار، الذي أبدى تفاؤله إزاء مستقبل القطاع، المهنيين إلى إبداء إبداع وابتكار أكبر من أجل تلبية تطلعات الزبناء. ومن جانبه، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة أن مهنيي قطاع السياحة مستعدون من خلال خبرتهم المتراكمة للمساهمة في تنمية النشاط السياحي والحفاظ على مستوى التشغيل، مشيدا، بهذا الخصوص، بثقة المهنيين في تنمية القطاع خلال فترة الأزمة العالمية الحالية.