خلصت دراسة لوزارة الشباب والرياضة، تمهيدا للمناظرة الوطنية الأولى للشباب، إلى أن 72 في المائة من الشباب المغربي متفائلون بالمستقبل. وأوضحت الدراسة، التي قدمت بعض نتائجها مساء أول أمس الاثنين، بالدارالبيضاء، أن سبعة شباب من أصل عشرة، من جميع الشرائح الاجتماعية، يؤمنون بالمستقبل، فيما اعتبر 28 في المائة من الشباب أنهم متشائمون، لأسباب، في مقدمتها البطالة، وقلة فرص الشغل. وقال معدو الدراسة إنها عمدت إلى إعمال تحليل للقرب، عبر تنظيم منتديات جهوية من خلال 16 منتدى جهويا، جمعت أزيد من 4 آلاف و500 شاب، اختيروا وفق معايير السن، والجنس، والتمدرس، والوسط المعيش، لضمان تمثيلية واسعة. ونظمت مجموعات للتركيز، استكملت عبر مقابلات فردية لدى ألفي شاب من 16 جهة، إضافة إلى ألف شاب شملتهم الدراسة عبر استمارة أسئلة عبر الإنترنت، بمشاركة شباب من الخارج. وقال منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، في كلمة بالمناسبة، إن هذه "الدراسة ستمكن من وضع خارطة للطريق للشباب المغربي، بشراكة مع مؤسسات عدة، وفق استراتيجية وطنية مندمجة للشباب. وأضاف أن "الدراسة تهدف إلى مناقشة رؤية 2020 للشباب، من خلال مناظرة هي الأولى من نوعها، ستنظم بمدينة بوزنيقة يومي 23 و24 ماي الجاري، لتقديم حصيلة التوقعات الاستراتجية الوطنية للشباب". وخلصت الدراسة إلى أن الشغل يعد الجانب السلبي، الذي يعانيه الشباب، إذ يعتقد غالبيتهم أن المجتمع لا يمنحهم المكانة ولا الاهتمام، الذي يرغبون فيه. وصرح ثمانية أشخاص من أصل عشرة بأن وضعية الشباب لا تتحسن في المغرب، وقال 53 في المائة إن هناك قلة في فرص الشغل، وذكر 23 في المائة من الشباب المغربي أن هناك صعوبة في ظروف العيش. وأبانت الدراسة أن الشباب المغربي يهتم بروح المبادرة، من خلال إنشاء مقاولات، وعبر شاب من أصل اثنين عن رغبته في إحداث مقاولته الخاصة. وأفادت الدراسة أن 52 في المائة من الشباب يريدون إحداث مقاولاتهم الخاصة، في حين، اختار 32 في المائة العمل في القطاع العام، وعبر 17 في المائة عن إرادة العمل في القطاع الخاص. وخلصت الدراسة في هذا الجانب إلى أن الشباب المغربي أقل انخراطا في الحياة الجمعوية، إذ يبقى عدد المنتمين إلى الجمعيات ضعيفا، في حين، يتوجه الشباب المنخرط في الجمعيات، وهم قلة، نحو أهداف رياضية أو ترفيهية أو اجتماعية. ويفضل الشباب المغربي، حسب الدراسة، قضاء وقت فراغهم بين ثلاث أنشطة أساسية، تشمل الإنترنت والقراءة والرياضة، ويحبذ 93 في المائة الالتقاء مع أصدقائهم، ويجد 47 في المائة ضالتهم في الدردشة الالكترونية (التشاط) والإنترنت، وهناك قلة من الشباب يمارسون أنشطة ثقافية (المسرح والرسم والثقافة والموسيقى...). ويعتقد الشباب، حسب يونس جوهري، مدير الشباب في وزارة الشباب والرياضة، أن التكوين لا يتلاءم مع توجهاتهم، الأمر الذي يفضي إلى تفاوت بين العرض من الشباب حملة الشهادات وطلب السوق، إذ يرى أزيد من شخص من أصل ثلاثة أنه من الصعب عليهم إيجاد عمل، بل يظل الأمر مستحيلا حسب تصريح شاب من أصل عشرة. وأشارت الدراسة إلى أن حوالي ثلث الشباب مستعدون للهجرة متى سنحت لهم الفرصة. وسجلت الدراسة أن شابا من أصل ثلاثة كانوا لا يتابعون دراستهم عند إجراء البحث، وأقل من نصف الشباب كرروا القسم على الأقل مرة واحدة خلال مسارهم الدراسي، (60 في المائة لدى البالغين 18 سنة وأكثر)، كما أظهرت الدراسة ضعف التواصل وقلة التبادل بين الشباب والأساتذة. وعلى ضوء هذه الدراسة، ستعقد، يومي 23 و24 ماي، بمدينة بوزنيقة، المناظرة الوطنية الأولى للشباب، وينتظر أن يشارك فيها حوالي ألف شخص، بينهم 600 شاب. وستناقش المناظرة مواضيع تشغل بال الشباب، هي الصحة، والبنى التحتية، والتطور، والمشاركة، والشغل، والتربية والتكوين، لصياغة مقترحات، ووضع ميثاق، وتحديد جدول زمني لتحقيق التدابير المعتمدة لتنفيذ هذه المقترحات.