أعلن المكتب الشريف للفوسفاط أنه وضع برنامجا خاصا لتوفير 5800 فرصة عمل تهم أبناء المتقاعدين والمقيمين في جوار مرافق المكتب، مضيفا أن هذا البرنامج يأتي في إطار تلبية الحاجيات الصناعية والخدماتية المتعلقة بكل المهن وعلى جميع الأصعدة. ويبدأ المكتب حسب بلاغ صادر عنه، في تنفيذ برنامجه الطموح من الآن إلى حين 30 يونيو القادم عبر إجراءات محددة من أجل تفعيل هذه المبادرة بالكشف أولا عن لائحة المستفيدين. والتزم المكتب بأن تمر عملية انتقاء وإدماج المستفيدين من الفرص بكل الشفافية ووفق معايير دقيقة، ولهذا الغرض بلور المكتب بشراكة مع مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، مخططات للتكوين تهدف إلى صقل كفاءات المرشحين الذين سيتم اختيارهم في أفق جعلهم عمالا يشتغلون في أحسن الظروف. وسيخصص المكتب منحا للمستفيدين تمكنهم من أداء النفقات المالية للتكوين حسب الحاجيات، وقد تصل هذه المنح إلى 2000 درهم شهريا. وينوي المكتب توسيع مبادرته لتشمل حاملي المشاريع المحدثة لفرص الشغل، حيث سيتم تمكينهم من دعم مالي ومصاحبة تقنية لإنجاز مشاريعهم.أما السكان القاطنين جوار مرافق المكتب ومتقاعديه الذين يوجدون في حالة هشاشة فسيتخذ المكتب إجراءات خاصة لفائدتهم. ويأتي قرار المجمع الشريف للفوسفاط أسابيع قليلة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة خريبكة، والتي خلفت إصابة 102 من القوات العمومية، إصابات اثنين منهم خطيرة، فيما أصيب الباقون بجروح متفاوتة، إثر رشقهم بالحجارة من قبل معتصمين من أبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط. وأحرقت ست سيارات، اثنتان منها للخواص والأخرى لمستخدمين وأطر مجمع الفوسفاط، فيما تعرضت أزيد من 10 سيارات لتكسير زجاجها وواجهاتها. واندلعت أحداث الشغب عقب محاولة القوات الأمنية، فك الاعتصام وإخلاء الحديقة التي احتلها المحتجون المطالبون بتشغيلهم فوريا، إذ أن إشاعة بوفاة أحد المعتصمين جراء التدخل الأمني، ووصولها إلى المعتصمين، أججت الحالة النفسية، سيما بعد أن حاول المعتصمون تنظيم مسيرة تجوب شوارع المدينة حاملين نعشا رمزيا لمن اعتقدوا أنه "شهيد". وأوقفت قوات الأمن 15 فردا من المعتصمين أثناء اندلاع أحداث الشغب، أطلقت سراح 10 منهم، جلهم قاصرون، فيما احتفظت بخمسة رهن الحراسة النظرية للبحث معهم في ما نسب إليهم قبل تقديمهم إلى العدالة. وأورد بلاغ للسلطة المحلية بالإقليم أن الاعتصام انطلق منذ 25 فبراير الماضي، للمطالبة بالتشغيل وأنه جرت جولات من الحوار بين المعتصمين والسلطة المحلية وإدارة الفوسفاط، توجت بفتح المجال لهذه الفئة من أبناء المتقاعدين بكل من خريبكة وبوجنيبة وحطان ودائرتي خريبكة ووادي زم قصد تعبئة استمارة التشغيل، كما وضع جدول زمني لدراسة الطلبات التي بلغت في المجموع 6377. وأضاف البلاغ ذاته أن المحتجين رفضوا فك الاعتصام رغم كل ذلك، متشبثين بمبدأ التشغيل الفوري. وكان الحل الأخير فك الاعتصام باستعمال القوات العمومية.