ينتظر أن تطرح مجموعة "سهام" المملوكة لمولاي احفيظ العلمي قبل متم السنة الجارية رأسمال فرعها "سينيا السعادة"، المتخصصة في التأمينات، للاكتتاب في بورصة الدارالبيضاء، إذ من المرتقب أن تهم العملية، 15 في المائة من رأسمالها، وتندرج ضمن استراتيجية إعادة هيكلة هذه المؤسسة منذ اقتنائها سنة 2005، ومنحها الوسائل الضرورية للمنافسة داخل هذا القطاع، كما تهدف العملية، التي تأتي بعد خمس سنوات من حيازتها من طرف مجموعة "سهام" إلى مأسسة الشركة ورأسمالها، عبر فتح باب المساهمة في هذا الأخير في وجه العموم والمستثمرين المؤسساتيين، وأيضا في وجه المتعاونين والشركاء. ويرجع تسريع وتيرة إدراج أسهم "سينيا السعادة" في بورصة الدارالبيضاء، الذي لم يكن منتظرا بالنظر إلى حداثة عملية الاندماج بين تأمينات "سينيا" و"كارتيي السعادة"، هو قرار صندوق "كزام"، التابع للأمير الوليد بن طلال بالانسحاب من رأسمال المؤسسة بعد ثلاث سنوات من الاستثمار في هذه الأخيرة، تمكنت من خلالها من مرافقة مسلسل إدماج "سينيا" بتأمينات "السعادة"، وفي هذا الصدد، صادق مجلس إدارة مجموعة "سهام" على هذا القرار، وقرر طرح مساهمة الصندوق المقدرة بنسبة 12 في المائة داخل السوق المالي من أجل منح الشركة كامل الفعالية والثقة في مشاريعها المستقبلية. وسيتم تكميل هذه المساهمة بتخصيص نسبة 3 في المائة من أسهم الشركة لفائدة مستخدميها، لترتفع بذلك الحصة المراد إدراجها بالبورصة إلى 15 في المائة، من أجل إضفاء طابع الشفافية والفعالية على هذه العملية، التي تتوخى أيضا تمويل المشاريع التنموية للشركة، ومنحها الوسائل الضرورية لذلك عبر التمكن من اللجوء إلى التمويلات الخارجية وذلك بفضل الولوج المباشر إلى الأسواق المالية، في حين، من المنتظر أن ترافق "مجموعة التجاري وفا بنك" هذه العملية، عبر فرعها "التجاري كوربوريت فينانس". إلى ذلك، أحدثت تأمينات "سينيا" سنة 1949، وتمت حيازتها سنة 2005 من طرف مجموعة "سهام" لتصبح بذلك هذه الأخيرة المساهم المرجعي بها، إذ عملت على مواصلة نمو الشركة عبر وضع مجموعة من المبادرات الاستراتيجية الرامية إلى تأمين مردودية وتموقع مؤسس على جودة الخدمات والتجديد المستمر، وفي هذا الصدد، استفادت المجموعة من نمو ملموس لإنجازاتها التجارية والتقنية والعملية. في سنة 2006 حازت "سينيا" تأمينات "السعادة"، الرائد الوطني في مجال شبكة التوزيع في مجال التأمينات منذ 50 سنة، وتمكنت عبر هذا التقارب الاستراتيجي من الاقتراب أكثر من زبنائها، ودعم موقعها كمقاولة متحركة داخل قطاع يتميز بدينامية سنة بعد أخرى، وفي هذا الإطار قامت هذه الأخيرة بعدة عمليات لتأهيل العلامة الجديدة، من قبيل تطهير الحسابات، وتحسين جودة الخدمات، واحترام الالتزامات، كما مكن هذا التقارب بين المجموعتين، الذي أفضى سنة 2009 إلى ميلاد "سينيا السعادة للتأمينات"، من توفير جميع أصناف التأمينات، وتصبح بالتالي ثالث فاعل في مجال التأمينات في المغرب. كما أصبحت "سينيا السعادة"، أول مؤمن على السيارات في المغرب، والأولى من حيث عدد المؤمنين على المرض، الأمر الذي مكنها من الاستحواذ على 13.7 في المائة من حصص سوق التأمينات في المغرب، وتحقق رقم معاملات بقيمة مليارين و830 مليون درهم خلال السن الماضية، توزع بين 512 مليون درهم برسم التأمين على الحياة، ومليارين و318 مليون درهم برسم المنتوجات التأمينية الأخرى.