منح مجلس أخلاقيات القيم المنقولة الخميس 10 يونيو تأشيرته لشركة النقل للسيارات التونسية قصد ولوج بورصة الدارالبيضاء بتزامن مع ولوج البورصة التونسية في عملية هي الأولى من نوعها في كلا البلدين. وقد أصدرت هيئة السوق المالية في تونس ترخيصها للشركة في اليوم ذاته. ونالت الشركة، التي أوكلت إلى التجاري وفابنك المغرب وفرعه في تونس إدارة العملية، موافقة وزارة الاقتصاد و المالية و المجلس الأخلاقي للقيم المنقولة ومكتب الصرف، من أجل اللجوء إلى طلب التمويل عبر الادخار في بورصة الدارالبيضاء. وتعتبر شركة «النقل» التونسية أول شركة أجنبية تنخرط في مسلسل للإدراج في بورصة الدارالبيضاء، التي توقفت فيها الإدراجات منذ سنتين، في أعقاب الأزمة الاقتصادية و المالية التي دفعت إلى سيادة مناخ من الانتظارية في صفوف المستثمرين، علما أن البورصة أطلقت في الآونة الأخيرة قافلة لإقناع المستثمرين بتمويل نمو مقاولاتهم عبر اللجوء إلى هذا السوق المالي الذي يراهن على استقبال 150 مقاولة في أفق 2015. وأوضح المجلس في مذكرته الإخبارية أن الشركة التونسية ستطرح في البورصة 3 ملايين سهم، أي ما نسبته 10 في المائة من رأسمالها، فيما ستطرح 30 في المائة في بورصة تونس، ولا يمكن القيام بعملية تبادل لهذه الأسهم بين بورصتي البلدين، وستطرح الأسهم بسعر 64.22 درهما للسهم الواحد لتصل القيمة الإجمالية للأسهم في بورصة الدارالبيضاء إلى 192 مليونا و660 ألف درهم. وقد حدد المجلس فترة الاكتتاب لشراء أسهم الشركة التونسية بين 23 يونيو وثاني يوليوز المقبل، غير أنه يتوقع إغلاق الاكتتاب يوم 24 يونيو الجاري أي يوما بعد فتح الباب، وقد عينت 8 شركات للوساطة المالية للإشراف على العملية داخل بورصة الدارالبيضاء. وتعتبر شركة النقل التونسية، التي تستحوذ على حصة 21.4 في المائة، رائدة في توزيع المركبات الخفيفة في سوق السيارات الخفيفة في تونس، حيث وصلت مبيعاتها من ماركات « فولكسفاكن» و « أودي» و « وبرش» في السنة الفارطة إلى 9617 سيارة، وتتوفر الشركة على شبكة وكالات وصل عددها إلى 17 وكالة في التراب التونسي. وقد أحدثت شركة النقل التونسية في 1965 من قبل تجمع لشركة عمومية، وتخصصت في استيراد وتوزيع سيارات فولكسفاكن، وتمت خوصصة الشركة في 2006، عبر دخول مجموعة « برانسيس هولدينغ» في رأسمالها، التي تسيطر على 99.99 في المائة من رأسمال «شركة النقل لتوزيع السيارات». وتعود ملكية «برانسيس هولدينغ» إلى رجل الأعمال التونسي، محمد صخر الماطري، الذي حقق ثروة عبر الاستثمار في البورصة، خاصة في عملية خوصصة بنك الجنوب التونسي، الذي اقتنت مجموعة التجاري وفا بنك حصة الأغلبية في رأسماله، لكن مجموعة « برانسيس هولدينغ» توسعت بسرعة حيث تتوفر على فروع في قطاعات السيارات الخفيفة و الثقيلة و السياحة واليخوت والنقل الجوي والعقار و الزراعة والإعلام.