هوية بريس – إبراهيم الوزاني قبل أن يبدأ الإمام خطبة الجمعة اليوم، قلت لعله يتحدث عن الأقصى وما يتعرض له من اعتداء صهيوني في محاولة للسيطرة الكاملة عليه.. لكنه أبى في الخطبة الأولى ذلك.. ثم لما جلس بين الخطبتين قلت لعله في الخطبة الثانية يتناول القضية، ولما قام إليها ولم يحمل أوراقه مثل الأولى، زاد ظني في احتمالية ذلك.. لكن أبى مرة أخرى إلا أن يتجاهل الموضوع تَبعا لسياسة وزارتنا الأبية والتي لمقومات هويتنا ولقضايا الأمة وفية.. والغريب أن المغرب لم يسجل لحد الآن حتى الموقف السياسي، فلم نقرأ تنديدا أو نرى استنكارا.. إذن القضية تتماهى مع المشروع التساوقي بين الديني والسياسي (مشروعه العلماني) عند وزير الأوقاف والتوقيف.. فاللهم نصرك لعبادك المرابطين ببيت المقدس على أبواب الأقصى المبارك.. هذا ما كتبته في حائط حسابي على "فيسبوك"، قبل أن أطلع على تدوينات أخرى تستنكر الأمر ذاته، حيث كتب نور الدين.م في حسابه ما يلي: "كان ظني بخطيبنا أنه اليوم سيتحدث عن قضية القدس وسيذكرنا عن واجبنا تجاهها وكيف ننصرها ويطلعنا بأخبارها وما آلت إليه الأوضاع هناك.. لكن للأسف عوض أن يتكلم عن ذلك وينير عقول الناس بالحديث عن قضيتهم الجوهرية تكلم عن الطهارة فافتتح خطبته بقوله تعالى: "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا.." (الآية) فجعل خطبته كلها عن الطهارة، ولم يشر ولو في كلمة إلى قضية المسجد الأقصى المغلق منذ أيام. إلى أي درجة من الهوان والخذلان وصلت إليه هذه الأمة، إن ذلك دليل على أن إيماننا وتديننا مغشوش، فلو كنا مؤمنين حقاً ما كانت هذه أحوالنا؟ فأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم، مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو، تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى". وكتب مصطفى.ح السلوي: "موضوع خطبة الجمعة اليوم، حدثنا خطيب الجمعة قبل قليل قال: تزوجوا المرأة الصالحة الصبورة المتعاونة غير المكلفة أو المتكلفة. وأضاف تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ونسبها". وهي نفس الخطبة بمدن أخرى كتطوان وأكادير. غير أن هناك خطباء قلائل، بالتأكيد سيكسرون هذا الجمود، بجعلهم خطبهم عن الأقصى، وعدم الالتزام بالخطبة المقررة من الوزارة أو المندوبية، غير أن المستنكرين، يوجهون غضبهم الأكبر تجاه الوزارة التي لم تستحضر خطورة الوضع القائم في القدس، وما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداء بإغلاقه الكامل ثم الجزئي وفرض البوابات الإلكترونية، لفرض السيطرة الكلية عليه من قبل الصهاينة. يشار إلى أن البعض استنكر أيضا أن لا تخصص خطبة المسجد الحرام هي كذلك لقضية المسجد الأقصى، إذ كانت عن "أهمية الجماعة وخطورة الفرقة"، وهو ما اعتبره البعض أن المقصود منه قطر وقضية حصارها. وفي المقابل خصص خطيب المسجد النبوي خطبته للحديث عن أن الطاعة سبب لتحصيل السعادة والطمأنينة، وأن المعصية تجلب الضنك والضيق.