لم يمر على وضع حزب العدالة والتنمية للأستاذ حماد القباج على رأس لائحة الحزب بمقاطعة كليز النخيل إلا ساعات قليلة حتى بدأت حملة شعواء شنها الإعلام المرتزق بمواقعه وإعلامييه.. إعلام وضعه تيار حزب البام مع كامل الأسف لخدمة مشروعه الإقصائي العدائي للإسلاميين.. فاندثرت القيم وسقطت المبادئ ودُنس الأدب واتسخت مقومات الإعلام بعفن الكذب والافتراء، وتحولت الأقلام إلى رصاصات سامة والكلمات إلى قذائف والبرامج التلفزيونية إلى محاكمات، والمقالات إلى ألغام فتاكة، ضمن ترسانةٍ من أسلحة الحرب حيث لا عدوان إلا على الرجل الفاضل والوطني المخلص حماد القباج، سلسلةٌ من الهجمات اليومية من هذه المواقع وهؤلاء الإعلاميين هدفها شيطنة الرجل والحيلولة بينه وبين عموم الشعب المغربي. أقاموا محاكم للتفتيش ونصبوها على قارعة كل طريق، وترصدوا وتصيدوا كل تصريح ورأي وفكرة وتغريدة خرجت من حماد القباج، فأقبروا ما يؤمنون به من الحرية الفردية المزعومة والتعايش والتسامح وقبول الآخر.. ثم جلبوا خيلهم ورجلهم وعدتهم وعتادهم وشرعوا أسلحتهم وصوبوا النبال والسهام في صدر القباج وفجروا قنابل التخويف وأطلقوا رصاصات التهويل وأعلنوا للعالم بلا استحياء بأن البرلمان سقط في أيادي الظلاميين.. استفزهم بعد سنوات التضليل والعلمنة أن يصل عالم مصلح مناضل وطني إلى مؤسسة تشريعية وتجاهلوا أن هذه المؤسسات ما قامت في المغرب إلا بالعلماء وقد جمع المجلس الاستشاري الذي كان مؤسسة تشريعية قبل البرلمان خيار علماء المغرب المكي الناصري، علال الفاسي، الفقيه داوود وغيرهم.. الأمر لا يتعلق بترشح القباج فقط بل في خروج القباج عن إطار رسموه هم للدعوة وأصحابها، هذا الخروج بالنسبة لهم هو فشل ذريع لمشروعهم الذي وظفوا فيه الإسلام لإقصاء الإسلاميين.. فشل ذريع لمشروعهم في فصل الدين عن السياسة وإبعاد رجال الدين عن الحياة السياسية.. فشل ذريع لمشروعهم في إبقاء المؤسسات التشريعية خالية ممن يمثل فعلا الهوية المغربية. وفي غياب أخلاقيات اللعبة السياسية وفي غياب الوطنية الصادقة واحترام الآخر يبقى الفجور في الخصومة والكذب والتدليس والتشويش والتحريف هو السبيل الوحيد لتعبير هذا التيار الإقصائي عن رفضه لترشح الأستاذ الكبير حماد القباج. المؤسف أن هذا التيار الإقصائي لا يزال يعيش خارج التاريخ ولم يستفد إلى اليوم مما يقع حولنا.. الشعب المغربي بتاريخه العريق أكبر من أن تحكمه آلتكم الإعلامية.. والحقيقة أغلى من أن يطمسها خطابكم المُتحامل. إن ثقافة الإقصاء قد فشلت تاريخيا وهي شكل مناهض لثقافة الحوار، ولم يعد لها مكان في زمن المتغيرات وفي مغرب 2016 ويستحيل لهذه الثقافة الإقصائية العدائية أن تبني وطنا ولا أن تُحدث نهضة، بل إنها تنعكس سلبا على المجتمع وتماسكه ووحدته.. فمتى يتفطن هذا التيار الإقصائي العدائي لخطورة ما يُقدم عليه؟