بسرعة، أقدم ‘حسن الكتاني' أحد السلفيين المتهمين بالفكر الارهابي، والمفرج عنه بعفو ملكي ، أقدم، على سحب تدوينة له على حسابه بالفيسبوك يهاجم فيها ترشح تاجر دين آخر هو ‘حماد القباج' باسم حزب ‘العدالة والتنمية'. و استغرب ‘الكتاني' الذي كان يتزعم التيار الجهادي المتشدد، من إعلان الشيخ السلفي "حماد القباج" الإنضمام لحزب العدالة و التنمية و الترشح باسمه في الإنتخابات التشريعية القادمة في مدينة مراكش. وقال ‘الكتاني' دون إستحياء : ‘حذفت منشوري السابق حتى ﻻ يستغله أعداء المشروع اﻹسﻻمي في الباطل و بالله التوفيق'. وكان ‘الكتاني' الذي غير رأيه كما تغير ‘الحرباء' لونها، قد هاجم ‘القباج' في تدوينة له سارع الى مسحها قال فيها متعجباً : " الشيخ حماد القباج يقرر اﻻنضمام لحزب المصباح و يترشح معهم. خبر عجيب!". وهاجم السلفي ‘الكتاني' بأسلوب نفاقي زميله في التطرف ‘القباج' قائلاً : “مادام خرج للعلن على أننا ﻻ علم لنا به و لم نتوقعه بتاتا و ما ذكرته من دخول العلماء في الأﻻعيب السياسية و العمل السياسي مجرد سراب ما يأخذه من دينك أكثر مما تنصر به الدين و الواقع أكبر شاهد". واعتبر "الكتاني" أن التذرع بالدفاع عن الدين لدخول السياسة لا أساس له من الصحة حيث قال "و أي دين دافع عنه اﻹسلاميون السياسيون؟ ما انتهكت حرمات الإسلام في حكومة كما انتهت في هذه الحكومة و ما أهين الدعاة و الخطباء و العلماء مثلما أهينوا في ظلها". و لم يكشف ‘الكتاني' عن السبب الحقيقي الذي جعله يتراجع عن ‘فتوى' مساء أمس الجمعة، التي اعتبر فيها ترشح ‘القباج' باسم ‘العدالة والتنمية' هو دخول في ألاعيب الحزب الذي عرف الاسلام خلال قيادته للحكومة أكبر الانتهاكات وأهين الدعاة والعلماء والخطباء على يديه'. واعتبر متتبع للاسلام السياسي بالمغرب أن انقلاب ‘الكتاني' في موقفه هو تبادل معروف للأدوار بين فئات الحركات الاسلامية تنهيداً لاستغلال المساجد ودور القرآن ومنابر الجمعة لتقديم ‘العدالة والتنمية' ملاكاً سيُخلص المغاربة من الفقر والجوع ويوفر لهم ‘تأشيرات الجنة'. ويضيف المتتبع أن ‘الكتاني' يكون قد تلقى اتصالات من ‘القباج' و بقية قيادات التيار المتشدد لتجميد اختلافاتهم والانهماك في دعم ‘العدالة والتنمية' الذي في نظرهم تريد الدولة إزاحته عن الحكم.