توقع علماء بريطانيون، أن يتم طرح البنكرياس الصناعي، لمرضى السكري من النوع الأول، بحلول عام 2018، عقب موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عليه. وأوضح الباحثون بجامعة كامبردج البريطانية، في دراسة نشروا نتائجها اليوم السبت، في دورية (Diabetologia) العلمية، أن البنكرياس الصناعي سيجنّب مرضى السكر آلام وخز حقن الأنسولين، التي يأخذونها بشكل يومي. وذكروا، أن البنكرياس الصناعي الذي سيتم طرحه مطلع 2018، مهمته الأساسية مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر، ومد الجسم بالأنسولين عند الحاجة. وأشاروا، أن هذا البنكرياس سيقضى على الإجراء التقليدي لمرضى السكري من النوع الأول، حيث يتعين عليهم تناول جرعات يومية من الأنسولين، إما عن طريق الحقن أو بمضخة الأنسولين، للسيطرة على مستويات السكر في الدم. وتعد حقن الأنسولين، الشكل الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري من النوع الأول، حيث يتناول المرضى عادة حقنتين يوميا، ويزيدون عادة إلى ثلاثة أو أربعة مع مرور الوقت. أما مضخات الأنسولين فهي الشكل الأكثر تقدمًا، لضخ الأنسولين للجسم، وهي أجهزة تقدم جرعات مستمرة من الأنسولين على مدار 24 ساعة، عن طريق القسطرة التي يتم وضعها تحت الجلد. وأشار فريق البحث، إلى أن البنكرياس الصناعي الذي سيتم طرحه مستقبلًا، يعتبر أكثر فعالية لمرض السكري من الحقن والمضخات، وسيغنيهم عن قياس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر، وسيقدم لهم الأنسولين عند الحاجة فقط. ولفت الباحثون، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بصدد إجراء دراسات ومراجعة للبنكرياس الصناعي، ويمكن أن تجيز استخدامه في وقت مبكر من العام المقبل. وعلاوة على ذلك، فقد أعلن المعهد الوطني البريطاني للبحوث الصحية (NIHR)، أنه سيجيز طرح البنكرياس الصناعي للاستخدام، بحلول عام 2018. وتمكن أطباء استراليون، في يناير/ كانون الثاني 2015، من منح طفل أسترالي، مصاب بداء السكري، أول بنكرياس صناعي فى العالم، وهو عبارة عن جهاز مزود بمضخة بلاستيكية صغيرة، تحقن المريض ب"الأنسولين" تحت الجلد. ويعمل جهاز البنكرياس الجديد بالبطارية، ولن يحتاج المريض لتغيير المضخة البلاستيكية قبل 4 سنوات، وقد طرح الجهاز بالأسواق بسعر يصل إلى 10 آلاف دولار أميركي، بعد 5 سنوات من التجارب المعملية عليه في مستشفي الأميرة "مارجريت"، وغيرها من المستشفيات في استراليا. جدير بالذكر، أن 90% من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي. فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكر عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم بمستويات السكر في الدم. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 422 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض بالسكري، يبلغ نصيب إقليم شرقِ المتوسطِ منهم 43 مليون شخص.