هوية بريس – الخميس 02 يونيو 2016 ذو الوجهين من أهل الخيانة لا يولى ولاية ولا يؤتمن في مسؤولية لأنه لا يقيم العدل والأمانة مع الآخرين، ولذلك ورد في الأدب المفرد للبخاري قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا". واأسفاه: إن من الأمور التي صارت اعتيادية عند الناس حتى ألفوها، وجود صنف من الناس غرته ألوان الدنيا الباهرة وزخارفها الخداعة، فانساق يلون نفسه بكل لون ولو على حساب شعائر دينه أو عقيدته أو خلقه ومبادئه لهثا خلف سراب الدنيا وحطامها الزائل مادامت تحقق له مآربه ومصالحه الضيقة. وهذا التلون من صور النفاق الاجتماعي الشائع خصوصا في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي لا غير وإن سموه بغير اسمه، وإنه لمن شر الناس صبغة ولونا عياذا بالله. يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ" متفق عليه. فمتى نجدد صبغة الله في أنفسنا وفي مجتمعنا؟ ومتى نبحث عن مواطنها في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومتى نمتثل بها ونستقيم عليها؟ ومتى نميّز شخصياتنا بالثبات على الحق؟ ومتى ننبذ التقلب والتلوّن ونحذر ألوان الطيف التي تبدو برّاقة جذّابه.. ولكن على فقاعات الصابون وأرض ملساء.. فإنها سرعان ما تزول؟؟!! وختاما أقول: الله جل في علاه يريدنا مصبوغين بصبغةٍ واحدة، لونها أجمل الألوان وأحسنها ، قال تعالى: "صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ" البقرة:138، إنها صبغة الدين الحق، والعبادة لله وحده، والتسليم له في كل الأمور، والسير على جادة واضحة لا اضطراب فيها ولا تغيير ولا تلون.