لن نكون مبالغين في شيء إذا قلنا أن ما يجري اليوم من حرب دمار وخراب على الفطرة الإنسانية فضلا عن الشريعة الإسلامية لم يسبق له مثيل في التاريخ: – التحول الجنسي وتغيير خلق الله!! – الزواج المثلي!! – زواج المحارم!! – هدم كيان الأسرة!! – تغيير أحكام الله بأحكام شياطين الإنس والجن من ماسونيين وغيرهم باسم الحريات وحقوق الإنسان!! وهلم جرا. وفي سياق المخططات الإبليسية الفاجرة تلك، تسعى النخبة (الحداثية) (الليبرالية) (العلمانية) إلى اقتلاع ما تبقى من أحكام الدين في مدونة الأسرة وفي القانون الجنائي وفي جميع القوانين بلا استثناء. فهم في حقيقة أمرهم وفي أعماق دواخلهم ومكنونات نفوسهم، لو أمكن لهم، واليوم قبل غد، لغيروا كل شيء له علاقة بالإسلام وشريعة الرحمان وأحلوا محله أهواءهم الإبليسية المارقة: فلا إرث على الطريقة الإسلامية، ولا تعدد للزوجات مطلقا، ولا زواج، ولا أسرة، ولا منع للإجهاض مطلقا، ولا تجريم للزنا ولا للمثلية، ولا حتى للعري المطلق، وفي أي مكان، إذا رغب فيه من رغب، فمن حقه ومن دواعي حريته وسروره!! (إلخ) لست مبالغا في شيء إذا قلت ذلك أو قاله غيري، فهي حقيقة ما يريده اولئك إرضاء للنوازع الشيطانية الإنسية والجنية الكامنة فيهم، والمحركة لهم. ومن دهاء مؤطريهم ومعلميهم وقادتهم من الداخل والخارج، أنهم أمام استحالة تحقيق كل مبتغياتهم وآمالهم ضربة واحدة، فإنهم يتدرجون في الهدم والتخريب، وعيونهم وأشواقهم متشوفة دوما إلى الهدم الشامل، والتحييد الكامل لكل ما هو دين وشرع. وأمام هذا الواقع المر المرير، وبالنظر بالمقابل إلى أن أعز ما يملكه هذا الشعب، ودونه المهج والنفوس، هو "الدين"، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.. وأن حفظه – أي حفظ الدين- أولى من حفظ النفوس والعقول والأنساب والأموال، إن تعارض حفظه مع حفظها، وتعذر الجمع بينها. وأننا بايعنا الله على ذلك، ورؤيتنا الوجودية قائمة بيقين على ذلك، فإننا لن نسمح باستهدافنا في عقر دارنا التي تتنفس الإسلام عبر التاريخ، باجتثات ما تبقى من شريعة ربنا، ورمينا في مستنقع البهيمية واللافطرية. ولقد صار من واجب الوقت الذي لا يحتمل التأخير على كل مغربي مسلم أن يهب لنصرة دينه بالحكمة، بالموعظة، بالجدال بالتي هي أحسن، بالمرافعة، بالمظاهرة، بالتربية، بالتوعية، بالتضحية، بكل شيء يسمح به الدين والقانون، من أجل رد هذا الضلال المارق، والجنوح الفاسق. لقد أثبت زلزال الحوز، وأقام الدليل والبرهان، وذكر الناسي والغفلان، بحقيقة المغاربة وعمق معتقدهم وحقيقة هويتم، المتضررين منهم والمتضامنين على حد سواء، وأن هذه الأرض لا يمكن إلا أن تتحدث بلسان دين الإسلام، وإن نبتت فيها برعاية غربية ماسونية حشائش سامة، وحشرات مضرة!! ألا فهبوا لنصرة دينكم والدفاع عن هويتكم وثوابتكم، وتاريخكم ولغتكم وفطرتكم.. فإن القوم على قلتهم ونشازهم لا يستحون ولا يرعوون، وإنهم كما يقال باللسان الدارج: (إخافوا ما يحشموا!!). ولا تنشغلوا بالمعارك الهامشية، والجزئيات التافهة، عن المعركة الحقيقية وساحة التدافع الرئيسية؛ فإن الاشتغال بغير المقصود عن المقصود، وبالمستحب عن الواجب، وبغير المؤقت عن المؤقت، جهل وخذلان، ورمي في عماية لا يستفيد منه إلا أتباع الشيطان!!