الإخوة المغاربة المنزعجون من منظومة الأسرة المرتبقة، اعلموا أن ما يحدث نتيجة طبيعية لمسار العلمنة. – متى بدأت هذه النتيجة؟ بدأت يوم بدأ إبعاد الشريعة عن ضبط المجتمع "سياسيا، اقتصاديا، تربويا، تعليميا، وغير ذلك"، فصمت الفقهاء والعلماء ومشايخ الطرق الصوفية والمفكرون الإسلاميون والدعاة والوعاظ. هنا؛ وفق حركة التاريخ، بدأت النتيجة التي وصلت إليها الشعوب "المسلمة"، وما كان يمكن أن تصل إلى نتيجة غير التي وصلت إليها، فقانون العلية التاريخي لا يسمح بذلك، أو قل: سنن الله تعالى في حياة البشرية لا تسمح بذلك، فلكل فعل نتيجة ضرورية، ولكل نتيجة فروع وشعب، وهكذا يتعاظم الأمر مع مرور الزمن. الأمر هنا يشبه لو أنك أعطيت ابنك الهاتف ولا تراقبه ولا تتابع ولا تضبط ما يراه من الصفحات والمواقع، فلا يحق لك أن تنزعج لاحقا حين تكتشف أنه يشاهد فيديوهات إباحية مثلا! أو تعطي ابنتك المراهقة الحرية بلا حدود ولا قيود، فلا يحق لك أن تصرخ حين تكتشف أنها على علاقة غرامية مع بعض الشباب مثلا! لماذا؟! لأن الأمر حتمي في إطار طبيعة الأشياء.. هنا أنت سكت خلال عقود طويلة عن إبعاد الشريعة عن ضبط المجتمع، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، فلا يحق لك أن تنزعج من النتائج المترتبة على ذلك، لماذا؟ لأن هذه النتائج ضرورية الحدوث وفق طبائع الأشياء ومسارات العلمنة السياسة والاقتصادية والاجتماعية! المهم هنا هو أن الأسوأ لم يأت بعد! فاللهم إذا إردت بعبادك فتنة -عقوبة لهم على جرأتهم عليك وعلى دينك- فاقبضنا إليك غير مفتونين.