نصيحة للعقلاء في زمان البلاء والابتلاء

يا معشر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اثبتوا على دينكم، واحرصوا على عقيدتكم، ولا تبالوا بما يقوله المتكهنون والمتوقعون، كأمثال الهولندي المزعوم وليلى عبد اللطيف، فعقيدة الإسلام في الغيب قطعية واضحة، عليها اتفاق الإنس والجان (لا يعلم الغيب إلا الله الواحد الديان).
فالملائكة المقربون و الأنبياء المتبوعون والأولياء والصالحون لا يعلمون الغيب، ولا يملكون تأثيرا بلا ريب، فلا تخيفنكم توقعات هؤلاء، ولا تزعجنكم تكهناتهم الهوجاء، وتعلقوا بالله وحده، واستمسكوا بهديه ووحيه، واعتبروا بهذه الزلازل والمحن، وخذوا منها العبر ومجانبة الفتن، وجددوا التوبة، وأحسنوا الأوبة، واستعينوا بالله وحده، وأحسنوا الظن به، واملؤوا أفواهكم بكلامه، وأكثروا من ذكر أسمائه وصفاته، فهي دالة على جلاله وكماله، وأكثروا من الصلاة على نبيه فهي الكاشفة للغمة، والرافعة للهمة، وحافظوا على استقراركم، ودافعوا عن ثوابت وطنكم، والزموا الجماعة ولا تنزعوا يدا من طاعة، في زمان تكالب الأعداء وتقاطع مصالح الألداء.
وإجمالا: أحكموا الواجبات واستكثروا من المستحبات وابتعدوا عن المحرمات وتنزهوا عن المكروهات وردوا الحقوق إلى المخلوقات. تنجوا بإذن رب الأرض والسموات.
وخير الكلام ما قل ودل، وحقق المراد والأمل، فما أكثر العبر وما أقل الاعتبار، جعلني الله وإياكم من أولي النهى والأبصار، وصلى الله وسلم على نبيه المختار وعلى آله وصحبه مادام الليل والنهار.