لا يمكن أن يمر بنا اليوم دون الحديث عن زلزال المغرب الذي ضرب امس الجمعة ليلة السبت حيث بلغت قوته، 7 درجات على سلم ريختر...! وخلق الحدث ذعرا، وخوفا لدى سكان مدن المغرب بأكملها، شعروا بقوة الهزة التي ضربت مدنهم -وان كان بشكل خفيف- ، عما حصل فيمناطق جنوب المغرب مراكش جهة تانسيفت الحوز حيث الكارثة وسقوط ضحايا.. ! في حصيلة أولية الى حدود كتابة هذه الأسطر 632 ! و329 مصاب ! لقد أعاد هذا الحدث الذاكرة الى الوراء في تاريخ المغرب مع الزلالزل خصوصا سنوات 1960، 1969م و2004، وما خلفه من ضحايا بشرية، وخسائر مادية كبيرة. لقد عاش الناس بالمغرب " قيام ساعة صغرى " افزعهم الحدث؛ وخرجوا من ديارهم، وتركوا اموالهم، واغراضهم، وامتعتهم الى مكان آمن،يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه. نتأمل في الحَدث ونتذكر نفس التصرف الإنساني الذي أخبرنا الله تبارك وتعالى به حال قيام " الساعة الكبرى " على شرار الخلق فيالأرض، ويحفظ الله تعالى الفئة المؤمنة من شهود الدمار الشامل للعالَم. قال تعالى ( يأيها الناس اتقوا ربكم إنَّ زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حَملٍ حملَها وترىالناس سكارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذاب الله شديد ) كم زلازل سمعنا عنها مؤخرا هنا وهناك ؟ فهل كانت لنا رادعاً في الرجوع إلى الله، والاستقامة على دينه، وسؤاله الثبات الى الممات، وقداخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات اخر الزمان ( كثرة الزلازل ) . ان الزلازل آية من آيات الله الكونية، يأذنُ الله في ايقاعها متى شاء ؟ كما يشاء ؟ بالكيفية التي يشاء ؟ ( انما امره اذا أراد شيئاً ان يقول له كن فيكون ) ( ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ) ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) فواجب علينا أن ننتبه لأنفسنا، ونصلح أحوالنا، ونتمسك بديننا، رجفت الأرض على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال : " ايها الناس إنَّربكم يسْتَعْتِبُكم فأعتبوه " ؛ اي : يخوفكم ويطلب منكم الرجوع إليه من الإساءة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس خوفاً واتعاظاً بالآيات والعلامات والإشارات التي ينبه الله بها العباد؛ فكيف الحال بالزلازل؟؟؟ كان فقط اذا رأى غيماً، أو أو ريحاً عُرِفَ ذلك في وجهه فتقول عائشة رضي الله عنها يا رسول الله " إنَّ الناس اذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أنيكونَ فيه المطر وأراك إذا رأيتَهُ عُرِفَ في وجهك الكراهية " فقال : يا عائشة ما يؤمنِّي أن يكون فيه عذاب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذابفقالوا هذا عارض ممطرنا . اللهم ارحم اخواننا ضحايا الزلزال وانزلهم منازل الشهداء. ءامين.