لأهل المغرب والغرب الإسلامي عموما شرف عظيم، وفخر عميم، بانتسابهم إلى الجامع الصحيح للإمام البخاري بأصح الروايات، وأدق النسخ، وأضبط الإجازات، وأعلى الأسانيد، وذلك من خلال رواية ونسخة أبي عمران موسى بن سعادة الأندلسي (ت522ه). وهذه الرواية التي تسمى عند المغاربة (الشيخة) تكتسب أهميتها من كون ابن سعادة رواها إجازة عن شيخه وصهره الحافظ المتقن أبي علي الصدفي. قال عبد الهادي التازي رحمه الله: (كان أبرز مُرجِّح ومُؤثر لها على ما سِواها أنها نُسخَتْ من نسخة شيخه وصِهره الحافظ أبي عليٍّ الصدفي التي طافَ بها في الأمصار وسمعها وقابلَها على نُسَخِ شيوخه بالعراق ومصر والشام والحجاز والأندلس، ولا شكَّ أنَّ أصلاً كهذا -في التداوُل وتناوُل الأيدي- لا يَعدِله في الصحة شيءٌ) دعوة الحق ع 8. سنة 1393ه. وقال المقري في نفح الطيب: (نسختا البخاري ومسلم بخط أبي عمران سمعها على صهره الصدفي وكانا أصلين لا يكاد يوجد مثلهما في الصحة، وقد فضلها صاحب المنح البادية على نسخة الحافظ ابن حجر التي كتب عليها فتح الباري؛ على أن الحافظ يمكن أن يكون عثر على أصلها الذي هو نسخة الصدفي الأصلية) نفح الطيب 221/2. وقال محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي: (هذه الرواية هي عمدة النسخ المنتسخة بفاس بل وأقطار المغرب، بل إفريقية، وهي التي ينبغي أن يعتني بها المغاربة وبروايتها لأجل نسخهم، وعليها كتب شراحهم ومُحَشُّوهم) مختصر العروة الوثقى ص54. وهذه النسخة يرويها ابن سعادة عن الحافظ أبي علي الصدفي عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر الهروي عن مشايخه الثلاث: الكشميهيني والمستملي والسرخسي، عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام البخاري رحمهم الله تعالى أجمعين.