خلال التنديد الجماهيري الكبير بغلاء الأسعار، وتحميل الحكومة مسؤولية ما وصل إليه المواطن المغربي من قهر وفقر وتجويع، تساءل عدد من المتابعين، إزاء غياب عدد من المنابر عن الوقوف في صف الشعب وكشف معاناته، عن سبب غياب بعض الوجوه التي اعتدنا رؤيتها وبكثرة خلال ولايتي بنكيران والعثماني ومن سبقهما أيضا، ويتعلق الأمر بالذات بالناشط اللاديني أحمد عصيد. هذا "الناشط" الذي قاد حملة منظمة خلال الولايتين السابقتين، وخاصة خلال ولاية بنكيران، اختفى تماما عن معارضة حكومة أخنوش. ما دفع المتابعين للتساؤل، هل هي صفقة عقدت في الخفاء بين الطرفين؟ خاصة أن بعض المنابر بعد حصولها على عائدات إشهار سمينة جفت أقلامها وخفت صوت طاقمها.. أم أن هذا "الناشط"، الذي يتكلم في كل شيء دون توقف، راض تماما عن إنجازات الحكومة ولا يعنيه إطلاقا ارتفاع أسعار الخضر والفواكه والمواد الاستهلاكية إلى مستويات قياسية ومعاناة المواطن المغربي المطحون.. أسئلة طرحها متابعون، وتذكروا في نفس السياق كيف كان هذا الناشط المدني يهاجم حكومة بنكيران مثلا، والتي قال عنها بأنها حكومة "فقَّرت المغاربة" وأخلفت وعودها ولم تنجح في مهامها، واتهم رئيسها بأنه "أمي جاهل" يمارس التضليل والشعبوية، ودخل في تفاصيل حياته الخاصة، لدرجة أنه كتب عن "فحولته!!.. نعم عن "فحولته".. بالمقابل فقد هاجم ذات الناشط المثير للجدل من دعم في وقت سابق حملة "أخنوش ارحل"، ووصفهم بأصحاب "العقول الصغيرة"، وقال بأن الفرق بين بنكيران وأخنوش، أن الأخير واضح، ينتسب إلى دوائر السلطة وينفذ في صمت ما يملى عليه، ولا يعلق فشله على أحد، ولا يعد الناس بما يتجاوز موقعه الحقيقي أو يتظاهر ببطولات وهمية!! صحيح أخنوش لا يعلق فشله على أحد ولم يتظاهر ببطولات وهمية ولم يخلف أيضا وعوده التي قطعها للمغاربة في حملته الانتخابية.. والمغاربة "استاهلوا أحسن" في ظل ولايته الحكومية.. وهذا بالملموس!! فهو الرجل الذي أشبع بطوننا قبل تقلده منصب رئاسة الحكومة، كما شهد له بذلك "مول الربيع"… والشعب ناشط وفرحان، وتعلوه البهجة في كل تصريح إعلامي يذكر فيه اسمه، ولا يفتأ يشكر رئيس الحكومة ويدعو معه من أعماق قلبه بالخير والتوفيق والسداد.. ومن يعارض أخنوش وحكومته اليوم هم فقط "صحاب الكاميلة" واللاهثون وراء "مداخيل "AdSense، كما صرح رئيس شبيبته.. أما المخطط الأخضر ناجح بامتياز؛ وكل المواد الفلاحية موجودة وبوفرة في الأسواق وبأثمنة معقولة جدا.. ولا نحتاج أبدا للاستيراد من الخارج.. لا لا أبدا.. كما أن مدخول الكرامة (1000 درهم) لفائدة المسنين، الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، وتوفير التأمين الصحي المجاني على الأمراض للمعوزين قد تم تحقيقه.. دون مزايدات في ذلك من أي طرف كان.. وبالنسبة لتوفير فرص العمل، فقد تم خلق مليون منصب شغل، والشباب المغربي بات له الاختيار بين الوظائف التي تناسبه؛ وفق تكوينه ومنطقة إقامته. ولا ننسى طبعا أن حكومة سي عزيز رفعت أيضا، كما وعدت بذلك، أجور المدرِّسين إلى 7500 درهم كأجرة شهرية صافية.. وخلقت درجة جديدة لعدد من الموظفين الذين أقصاهم بنكيران بسياسته الظالمة والجائرة.. وقلصت الفوارق المجالية والاجتماعية لأقل من 39 في المائة عوض 46.4 في المائة.. فهل بعد هذه الإنجازات غير المسبوقة في تاريخ المغرب، يمكن لأي كان أن يطالب بممارسة العنف والطرق غير الحضارية لمعارضة حكومة سي عزيز، كما سبق وحرض على ذلك رئيس البرلمان، رشيد الطالبي العلمي، "كل من لم يستفد من هذا الوعد إلى حدود 2026 يجري علينا بالحجر.."، الله يهديه ويغفر له. فالعالم وردي والناس راضية وشبعانة وفرحانة وأخنوش رجل الكلمة و"أغراس أغراس" والمعقول و"تستاهلو احسن". وكل من لم يدرك هذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت اليوم، في ظل ولاية أخنوش، فهو إما من أصحاب "العقول الصغيرة" أو "معارضة الكاميلة!!".. على من يضحك هؤلاء..؟ والمغاربة يئنون تحت وطأة حكومة استهدفتهم في قوتهم اليومي والمسلمات من أمور دينهم.. لقد وقعنا اليوم بين فكي سياسي لا يرحم ومؤدلج يتحين الفرصة للإجهاز على ما تبقى من أحكام مستمدة من الدين يعتبرها رجعية ومتخلفة. وعصيد ومن على شاكلته لا يعارضون أخنوش لأنهم يطمحون خلال ولاية "الحكومة الليبرالية" لتمرير أكبر قدر ممكن من القوانين التي تطال مدونة الأسرة والقانون الجنائي.. فهي صفقة بين الطرفين باختصار.. وكفى..