لو وجد أحد الشباب فرصة لتمويل، صورتها الظاهرة قرض حسن لكنها مبنية على قرض ربوي ويتحمل طرف ثالث الفائدة الربوية مكانه، ماذا يصنع؟ وهل يدخل في العقد ويستفيد من التمويل؟ عليه أن يتريث ويعمل بالآية: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ". فهذا الأمر صورته الظاهرة مقبولة، لكن في طياته طوام كبيرة، منها: 1. العقد ربوي ولكن الطرف الثالث يؤدي الفائدة الربوية. وهذا مشكل والمسلم يجتنب الدخول في أي عقد ربوي. https://islamqa.info/amp/ar/answers/220231 2. تطبيع وزيادة زبناء الدورة الربوية، فسيتعامل مستقبلا رغما عنه مع مموله السابق لسنوات، وقد يصبح زبونا دائما له، وقد يسقط في عقود ربوية أخرى دون انتباه، ويتساهل مع معاملة من آذن بحرب من الله ورسوله 3. تطعيم الدورة الربوية بالمال الإضافي، وزيادة أرباح المؤسسات الربوية وتقويتها وتضخيمها. وهذا تعاون على الإثم والعدوان. ويقول ربنا "ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب". وفي اللعنة الواقعة على آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، قال القرطبي المالكي :"وإنما سوَّى بين هؤلاء في اللعنة؛ لأنه لم يحصل عقد الرِّبا إلا بمجموعهم".(المفهم.500/4). وهذا الشاب يكون معينا على إبرام عقد ربوي بفعله. 4. لا يستبعد احتواء العقد على غرامات تأخير ربوية إن تعثر في السداد، وتأمين تجاري وهو غرر منهي عنه. 5. قال ابْنُ رُشْدٍ : "لا يَحِلُّ السَّلَفُ إلا أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْمُسْلِفُ مَنْفَعَةَ الَّذِي أَسْلَفَهُ خَالِصًا لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى لا لِنَفْسِهِ وَلا لِمَنْفَعَةِ مَنْ سِوَاهُ " انتهى من "منح الجليل" (5/405). والشاهد هنا "منفعة سواه" فما داموا لا يعرضون منظومة بديلة شرعية في مشاريعهم، بعيدة عن آكلي الربا وزبانيتهم، فلن يبارك الله أعمالهم وستبقى اللعنة تتابعهم وحرب من الله ورسوله قائمة عليهم وتضخم وغلاء وديون وفساد وأزمات… نسأل الله العافية وأن يهدينا ويتوب علينا.