يصر الدكتور الفايد على أن معنى "عالِم" عنده هو الذي يجمع بين الفقه والعلوم الحقية كما يصفها، وأول ما ينكر من طريقته هو أنه يجعل لنفسه الحق في أن يكون لمصطلح "عالم" مفهوم خاص به، يزعم أنه هو المفهوم القرآني، وهو تسلق لوعر، وانزلاق لقعر، وإني سائلك يا دكتور ، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم عالما؟ فإن كان "عالما" فهو الذي قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم، وإن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم عندك عالما فهو الانزلاق إلى القعر يا دكتور الفايد. وأصحح للدكتور الفايد خطأه، وهو أن إطلاق كلمة "عالِم" تصح بالإطلاق والتقييد، فمن جمع كل تلك العلوم فهو عالم، ولا أظن أحدا استطاع أن يجمع كل هذه العلوم، فحينما يقول الفايد: لا يوجد عالم بهذا المعنى، فهو لم يأت بجديد، ولم يكشف عن ذهب وحديد، بل جاء بما يعرفه الجميع، ومن تخصص في علم دون علم صح أيضا تسميته عالما، لكن مع الإضافة، فيقال: عالم شريعة، وعالم تغذية… وأما التحقيق في المصطلح القرآني فهو الذي وسمته بتسلقِ صعبٍ، فإن لهذا الأمر أهله، وليس لمصطلح "عالِم" إطلاق واحد، إنما يفهم معناه من السياق الذي ورد فيه، فالعالم في قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ"، قد يختلف عن معناه في قوله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"، وكذلك كل متصرفات جذر "ع ل م" في القرآن الكريم، وهذا بحر لا مركب للدكتور الفايد له، فبحره غيره. الله يهديك يا عالم التغذية والغذاء.