هوية بريس – ذ.إدريس كرم ملخص: تقدم هذه الرسائل، وصفا لمعاناة الاحتلال الفرنسي، وهو يريد تثبيت مراكز احتلاله في المنطقة الشرقية، للمغرب جنوبوهران، مما جعله يطلب مساعدة السلطات المغربية في كبح هجمات القبائل على تلك المراكز، واعتراض قوافلها، باسم تبادل المنفعة، وحسن الجوار، بل تبين الرسائل أن حاكم الجزائر، يشك في نوايا ممثلي السلطان بتافلالت، وفكيك، على أنهم متواطؤن مع مهاجمى تلك المراكز، والقوافل، والمستعمرات، جنوبوهران التي يعتبرها المخزن أرضا مغربية، والتي غزتها القوات الفرنسية سنة 1900 مع احتلال اتوات، لتضمن ممرات لمالي، ومستعمراتها جنوب الصحراء. – كلمات دالة: بني زيرك، بويعلى، الززفانة، العرك، تاجيت، تافلالت، تابلبالت، شركة اتوات، بني كومي، قصر باختي، برِّيبي، المنكار، فكيك – الرسائل: الرسالة رقم 113 ص:102 1- من جُنار حاكم الجزائر العام إلى دلكاسي وزير الشؤون الخارجية الجزائر في 1903/8/14 يشرفني أن أرسل إليكم، نسخة بيان عن الوضع السياسي لأهالي الجزائر خلال شهر يوليو 1903 ..الرحل الذين هربوا من مستعمراتنا، يواصلون سلسلة إساءاتهم وأضرارهم بها: كسرقات المواشي، والجمال، التي صار أمرا مألوفا لديهم. في 10 يوليو، تم استيلاؤهم على قافلة غير محروسة كانت متجهة لبنيي زيرك، مكونة من 25 جمل، وتم اعتراضها على بعد 15 كلم من مقصدها السالف ذكره، من جهة الشرق، من قبل جيش مكون من 30 إلى 40 من المشاة، وقد جرح جمَّال أهلي، وإسباني يعمل في خدمة المقاول صاحب القافلة. في 22 يوليو تعرض البريد المتجه، من بني ونيف إلى بني زيرك للهجوم، قرب بويعلا، جرح فيه اصْباحيين مرافقين. في 21 و22 يوليوز تم الاستيلاء على قطيع من الجمال في ملكية دوي امنيع، في كل من الززفانة، والعرك جنوب تاجيت. في 25، 26، 27 يوليوز تعرضت دوريات مخزن بني ونيف، وتاجيت، مرات عديدة، لهجمات مجموعات من الأشرار، الذين تركوا في ميادين القتال حوالي 14 قتيلا منهم، أما نحن، فقد قتل لنا اثنان، وجرح ثلاثة. في تافلالت، واصل البرابرة، أعمالهم العدائية ضدنا، مشكلين حرْكَة مهمة، نجحت في الاستيلاء على جمال لشركة اتوات، كانت بمرعى حاسىي جابر، في غرب الساورة، في منتصف الطريق بين أدرار، ولقصابي بتاريخ 16 يوليوز، وقد دافع قسم حراسة الشركة عن أنفسهم ببسالة، ولم يتمكن البرابرة البالغ عددهم حوالي 300 شخص إلا من طرد رجالنا، عن طريق إشعال النار في جريد النخيل الذي كانوا يحتمون خلفه، وقد ترك المهاجمون وراءهم 16 جثة، وقد خسرنا 19قتيلا و9 جرحى، وأسير واحد، وستولى العدو على 39 جملا، و51 مهرا، و22 بندقية. فاجأ رئيس ملحقة بني عباس مع 45 مخزنيا مدعوما ب41 مهاريس (جمال) من شركة كرارى، هذه الحرْكة وهي عائدة يوم 25 يوليوز في النخيلة، على بعد 40 كلم جنوب شرق تابلبالت، حيث دارت بينهم معركة دامت حوالي ساعتين، أصيب من الحرْكة عدد هام، بين قتيل وجريح، وقتل 40 جمل واستعيد 36 جمل يرجع عدد منها لشركة اتوات، وقتل منا 9 رجال وجرح 16. الرسالة رقم 114 ص:103 2- من جنار الحاكم العام للجزائر إلى السيد ديلكاسي وزير الشؤون الخارجية الجزائر في 19 غشت 1903 جاء في تلغراف من ملحق تاجيت، أن حرْكَة كبيرة للغاية، هاجمت بني كومي صباح يوم 17 بعدما تظاهرت بتوجهها للزاوية الفرقانية، ثم قفزت من لحمادة على قصر باختي المحجور فأحرقته، ومنه لقصر برِّيبي لكن هذا الأخير كان مبنيا بإحكام، فواجه المهاجمين؛ سكانه المنتمين لدوي امنيع الخاضعين لنا، مدعومين بقصور أخرى، حيث ردوهم على أعقابهم، بعدما كبدوهم عدة خسائر، وقتل لنا قناص، وأصيب بجروح خطيرة ضابط صف، وقناص، ومخزنيان. الرسالة رقم 115 ص:103 3- من جنار الحاكم العام للجزائر إلى السيد ديلكاسي وزير الشؤون الخارجية الجزائر في 21 غشت 1903 جاء في تلغراف من تاجيت، الإشارة إلى أنه في يوم 18 على الساعة 11 صباحا، اندلعت معركة جديدة، بين تاجيت وبرِّيبي، قادتها مفرزة من الفوج الإفريقي والمخزن، ورجال تاجيت، ضد جزء من الحرْكة التي تم صدها بعد ثلاث ساعات من القتال، وكانت خسائرنا مقتل فرد من دوي امنيع، وآخر من لقصور، وجرح مخزنيان، وفارس البريد السريع، أما الأعداء فخسائرهم كبيرة. في 19 مع مطلع الصباح، دارت اشتباكات عنيفة، بين حرْكة متوجهة لتاجيت، ومائة من الرماة، وفصيلة من اللفيف الأجنبي، والمخزن، حيث اشترك الكل في المعركة التي بدأت مع الساعة الرباعة والنصف فجرا، واستمرت لغاية الثامنة والنصف صباحا، حيث تعرض مركز تاجيت للهجوم من جميع الجهات، قد تم صد الحرْكة تماما عن المركز، حوالي الساعة التاسعة والنصف، وتطهير محيطه، حيث تراجعت الحرْكة لمعسكرها بين برِّيبي وباختي متكبدة خسائر جسيمة، أم نحن فجرح لنا أربعة من الرماة، اثنان منهم جروحهم خطيرة، وجندي من اللفيف، جروحه خطيرة أيضا، ولم يسمح لجنود المركز بمطاردة العدو في تراجعه، بسبب عدم معرفة نواياه. الرسالة رقم 118 ص:116-117 4- من جونار الحاكم العام للجزائر إلى السيد ديلكاسي وزير الشؤون الخارجية باريز في 7 شتنبر 1903 لي الشرف بأن أبعث لك أسفله، نسخة من البرقية التي توصلت بها منذ قليل، التي تقدم لي معلومات حول هجوم جديد، الذي عانينا منه يوم 3 شتنبر في جناح جنوبوهران. وفقا للأنباء الواردة من تاجيت، فقد تعرضت الفصيلة الثانية الراكبة، من سرية الخيالة الأجنبية الثانية، للهجوم بالقرب من المنكار، وأسفرت المعركة عن فقداننا ل37 قتيل، بينهم القبطان فوش، وجرح 47 بينهم ليوطنا سيلشوهانسن. الرسالة رقم124 ص:107-108 5- من جنار الحاكم العام للجزائر إلى السيد ديلكاسي وزير الشؤون الخارجية الجزائر في 24 شتنبر 1903 سارع السي محمد الكباص، للقدوم علي بمجرد وصولي، قصد شكري باسم حكومته، على المساعدة التي قدمَتْها له، الإدارة الجزائرية، على الحدود المغربية. بالأمس قمت برد الزيارة لمبعوث المخزن، الذي جدد. لي التصريح بشكره، وصداقته لبلادنا، مؤكدا بصفة خاصة على الالتزام الذي قطعه لنا بإبعاده المتردين الذين لجأوا لأراضينا، وقد تم اتخاذ هذا الإجراء البوليسي في الواقع، من قبل القائد الأعلى لمغنية، بعد اتفاق مع السي الجباص، المدعين بالموالين (برطيزا) الذين مروا من الجزائر بعدما تم استدعاؤهم قصد توجيههم للقبائل البعيدة عن الحدود والتي خضعت لنا بدون شروط. أفهمت السي الجباص دون الخروج عن النبرة الودية التي طبعت اللقاء، بأن الوضع الحالي لجنوبوهران لم يترك لنا نحن الذين ل ميكن لنا الحرية الكافية للتفكير في الحفاظ على العلاقات مع المسؤولين المغاربة على الحدود، فالاعتداءات المتواصلة تأتينا من الجانب الغربي، ورجال المخزن عاجزون عن منعها، بل لا يساعدوننا على ذلك في نواحيهم. وبينت له على وجه الخصوص أن لدينا أسبابا قوية للاعتقاد بأن البنادق السريعة الطلقات التي هاجم بها الرحل مؤخرا مستعمراتنا، ومراكزنا، جاءت من حامية فكيك، التي تشتت جنودها، وباعوا معداتهم العسكرية. وأضفت في هذا الصدد ما أثار انتباهي من مصادر مختلفة، لتهريب السلاح بكميات كبيرة من الشواطئ المغربية، التي على حكومة السلطان التعاون معنا للقضاء عليها. يشرفني بوضع هذه المسائل للنظر فيها، معتبر أنه من المهم للغاية التوصل لتفاهم حولها مع المخزن، مع تقديم عرض إن كان من الممكن الاستعانة بأسطولنا البحري في هذا الغرض. سيكون من المفيد إبرام اتفاق مع المغرب، يترجم بعض الإجراءات المفيدة للطرفين، علاقتنا بالسي الجباص جيدة، ورجال المخزن بالجزائر، أعربوا لي عن نيتهم في الشهادة مجددا لذا حكومتهم، لكن بما أن أنه يشار عن طيب خاطر للاتفاقات الفرنسية المغربية، يمكن ملاحظة أننا لحد الآن كنا الوحيدين المطبقين لها الرسالة رقم 125 ص:108-109 من جونار حاكم الجزائر العام إلى وزير الشؤون الخارجية الجزائر في 1 أكتوبر 1903 توصلت للتَّوِّ بالتقارير المتعلقة بالأحداث الأخيرة في جنوبوهران، ويمكنني تخصيص الحديث أولا عن كيفية الهجمات التي تعرضت لها تاجيت والمنكار. فمن الثابت تماما أن الجيش الصغير الذي حاصر تاجيت من 17 إلى 20 غشت، كان مكونا من حوالي 4000 مقاتل، 3000 بربري والباقي من سكان تافلالت، ومن المعلوم أن واحة تافلالت هي البلد الأصلي للعائلة الشريفة الحاكمة بالمغرب، والتي ينتمي لها حكمها مولاي رشيد عم السلطان، ورئيس البعثة نفسه مصطفى الحنفي، ينتمي هو أيضا لعائلة الإمبراطور. قبائل تافلالت بخلاف قبائل ؛دوي امنيع، اولاد جرير، بني كيل، المجاورة لنا، بقيت مرتبطة بروابط قوية مع السلالة الحاكمة، وهي محترمة لا تؤدي الكُلَف. منذ شهر، في الوقت نفسه الذي كانت تحاول فيه إزالة مراكزنا، وضعت ما بين 1500-1800 من المشاة رهن إشارة المخزن، ومن المرجح أن الحكومة المغربية لم تكن على علم بما تم تخطيطه ضدنا، خاصة وأننا أبلغنا بذلك التحرك قبل عدة أسابيع من عملية تاجيت. السي الجباص الذي كان متأثرا بالحادثة التي وقعت في ازناكة، طالبنا بمعاقبة الجناة، ولم يقم بأي إشارة للأحداث التي وقعت مؤخرا على الحدود. أما أسباب هذا العدوان، فلم يعد بوسعنا البحث عنها في القحط والمجاعة، المحصول الأخير الذي كان ناقصا عندنا تمتما، كان عند جيراننا المباشرين بتافلالت جيدا. وحرْكة مصطفى الحنفي كانت جيِّدة التموين، لذلك فإن كراهية الأجنبي والمسيحي فقط هي التي تقود خصومنا، هزيمتهم أمام تاجيت، محي جزء منها بمعركة المنكار، مما يدل على أن تلك الهزيمة السابقة لم تقلل من تعصبهم، وقيل لي بأن مجموعات جديدة من نفس القبائل تستعد في ناحية كير. ليست لذي دراسة، فيما إذا كانت هناك، دعوة حقيقية لحرب مقدسة (الجهاد) تنظم ضدنا بمعرفة السلطان، حتى يمكنها أن تؤثر على موقفنا منه، لكن من واجبي أن أشير لاعتقادي؛ بأن الحكومة المغربية، متورطة بشكل مباشرة، في الحوادث الأخيرة، ومسؤولة عليها. ————- الرسالة رقم 126 ص:109-110 (يتبع)