كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن حجم التعاون والاتصالات بين الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس السابق جورج دبليو بوش والنظام الإيران إبان غزةالعراق. وأوضحت الصحيفة في مقابله مع السفير الأمريكي السابق خليل زاد أن مسئول التجسس الإيراني ساعد في خلع رئيس الوزراء العراقي الجعفري واستبداله بالمالكي. وقال زاد إن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش تعاونت بشكل غير مباشر مع مسئول التجسس الإيراني القوي، الجنرال قاسم سليماني، في عام 2006 للإطاحة برئيس الوزراء العراقي آنذاك، إبراهيم الجعفري. وأوضح السفير خليل زاد أن السياسيين العراقيين أبلغوه أن طهران تشاركه هذه المشاعر وقد أوفدت رئيس قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، إلى بغداد للضغط على الجعفري للتنحي. ولفت المسئول الأمريكي البارز إلى أن البنتاجون كان ينظر إلى قاسم سليماني بأنه قد يكون الضابط الأقوى داخل الأجهزة العسكرية والاستخبارات الإيرانية، وهو أيضا المسؤول عن سياسة إيران تجاه العراق عموما. وأشار السفير خليل زاد إلى أنه أوعز للقوات الأمريكيةوالعراقية في أبريل 2006 بالسماح للجنرال سليماني بدخول المنطقة الخضراء التي تسيطر عليها أمريكا لتوصيل الأخبار للسياسيين العراقيين، وقد استُبدل الجعفري في وقت لاحق من ذلك العام بنوري المالكي. وأردف المبعوث الأمريكي السابق إلى العراق قائلا "جاء للتخلص من الجعفري في ربيع عام 2006″، موضحا: "اعتقد أننا لم نكن نعرف" أنه قام بزيارة إلى بغداد. وكان خليل زاد قد أصدر مذكراته بعنوان "المبعوث" من وقت قريب، وتحدث بقدر من التفصيل عن جولاته ورحلاته بصفته السفير الأميركي في كل من العراقوأفغانستان في ذروة حروب الولاياتالمتحدة هناك. وكشف في الكتاب بعض التفاصيل عن جهود دارة بوش للتعاون مع إيران في كلا البلدين. والكتاب لم يكشف عن قراره السماح للجنرال سليماني بدخول المنطقة الخضراء. وأكد خليل زاد أن طهران أثبتت أنها مفيدة بشكل مفاجئ في الشهور التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، من خلال المساعدة في تعيين حامد كرزاي كأول رئيس أفغانستان بعد الإطاحة بنظام طالبان. وأشار المبعوث الأمريكي السابق إلى أن إدارة بوش وإيران قاما بإجراء لقاءات سرية في أوائل عام 2003 في جنيف في محاولة لتشكيل نهج مشترك للعراق في الوقت الذي كان تستعد فيه الولاياتالمتحدة للإطاحة بصدام حسين. وأوضح خليل زاد أن الولاياتالمتحدةوإيران وافقتا خلال ثلاث جلسات على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في بغداد، مع توقع أن تكون بقيادة السياسيين الشيعة. كما وافقت إيران على السماح للطائرات الأمريكية بالتحليق في أجزائها حال إسقاط طائراتها الحربية في الأراضي الإيرانية، مضيفا أن "هذا المسار السري انهار في مايو 2003 عندما قصف مسلحو القاعدة مجمعا للأجانب في المملكة العربية السعودية، حيث اعتقد مسؤولون أمريكيون أن الهجوم خُطط له من قبل أعضاء تنظيم القاعدة الذي كانوا مختبئين داخل إيران، وأن وحدة النخبة العسكرية، التابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني، وفرت للمجموعة ملاذا آمنا. واختتم السفير خليل زاد تصريحات بالقول إن بين الأميركيين وسليماني أشبه بلعبة القط والفأر. وكان الجنرال الإيراني هو العقل المدبر للجهود الإيرانية لتدريب وتسليح الميليشيات الشيعية التي هاجمت القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، وفقا لما نقلته الصحيفة عن المبعوث الأمريكي السابق.