وفاة عالم.. الأستاذ الدكتور محمّد بن أحمد ابن شقرون (1350- 1444ه/1932-2022م) (1) العلامة المغربي محمّد بن أحمد ابن شقرون، من مواليد مدينة مرّاكش سنة 1350ه/1932 م، نهل في بداية مساره الدّراسي من معين المدرسة المغربية العتيقة فحفظ القرآن الكريم كاملاً قبل أن يشرع في دراسة ما هو متعارف عليه في هذا التعليم الأصيل، فحفظ متن الآجُرّومية وألفية ابن مالك ومتن عبد الواحد ابن عاشر، ومختصر الشيخ خليل وتحفة الحكّام لابن عاصم وغيرها من المتون العلمية. (2) درس ابن شقرون على جِلّة من علماء مراكش وخيرة أعلامها، حيث كان من أبرز مشايخه الأعلام: محمّد المختار السّوسي، والرّحالي الفاروقي، ومحمّد بن عبد الرّازق، ومحمّد عماد الدّين، والمحجوب السّباعي، وبن الحسن الدّبّاغ، وابن الفضيل، والصّدّيق العلوي، وعبد العزيز بنعبد الله، وغيرهم الكثير. (3) إضافة إلى دراسته الشّرعية، أتقن ابن شقرون العلوم العصرية واللغات الأجنبية، فكان من مزدوجي اللغة العربية والفرنسية كما يقول عنه الفقيه عبد الله الجراري، فدرس بالمدارس الثانوية الحكومية (الفرنسية) بمراكش وحصل على شهادة -الليسانس-في الآداب وعلم الاجتماع، في الرّباط، كما نال دبلوم الدّراسات العليا بباريس سنة 1966م، وشهادة التّبريز سنة: 1967-1968. (4) حصل على شهادة الدكتوراه بمرتبة الشّرف العليا من جامعة السربون الفرنسية سنة 1974وذلك عن أطروحته: «الحركة الفكرية على عهد الدّولة المرينينة»، تحت إشراف المستعرب الفرنسي ريجيس بلاشير. (5) كان ابن شقرون غزيز الإنتاج العلمي، إذ ألّف ما يناهز ثلاثين كتاباً بعضها في الفكر المغربي، منها: « البيئة المغربية ومظاهرها الثقافية» « مظاهر الثقافة المغربية» « التربية والتعليم ومشاكلهما بالمغرب» « الثقافة الشّعبية المغربية» « الاتجاهات الأدبية في العصر المريني» « التعليم العصري بالمغرب: بدايته وتطوره» « الفكر النفسي والتربوي عبر التاريخ» «العبادت في الإسلام ومظاهرها السياسية والاجتماعية والتربوية»« القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية» « القرآن الكريم حسب موضوعاته المختلفة»« مقاصد القرآن في القرآن ومعانيه». « إرشاد الطالب إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم» « معجم معاني ومباني القرآن الكريم» « الاستشراق: مظاهره، تطوره، خصائصه» « فيض العباب في الرّحلة السعيدة إلى قسطنطينية والزاب» تحقيق. (6) تولى الأستاذ ابن شقرون مناصب مهمّة طيلة حياته المهنية، حيث بدأ مشواره الوظيفي معلّماً بمدارس ابتدائية سنة 1950 فأستاذاً بالتعليم الثانوي سنة 1956، كما عمل مفتّشاً للتعليم الثانوي بوزارة التربية الوطنية 1965 و1973، ومستشاراً بوزارة الخارجية سنة 1962، فوزيراً مفوضاً لشغل منصب قائم بأعمال سفارة المغرب بسويسرا سنة 1961، فعضوا بديوان وزير الاقتصاد الوطني والمالية سنة 1963م، فمديراً «للمجلة الثقافية» الصادرة عن وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية 1963-1970، ومديراً لديوان وزير التربية الوطنية سنة 1975، ومديرا للشؤون الثقافية بوزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية 1968-1970، فأستاذاً بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد أفاد الأستاذ الكبير عبد العزيز الساوري بأنّه أوّل مستشار علمي لوزير الثقافة والشؤون الإسلامية بالرباط العلاّمة محمّد الفاسي، وأوّل من اقترح عليه إنشاء جائزة المغرب للكتاب، سنة: 1968، وهو من اقترح عليه إنشاء جائزة الحسن الثاني للمخطوطات سنة: 1969 وهو من أسّس «مجلّة الثقافة المغربية». (7) حاز على شواهد تقديرية كثيرة ومهمة، أبرزها جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية لعام 1434ه 2013م الدورة الثانية عشرة. انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس 2 ربيع الأول 1444ه الموافق ل 29 شتنبر 2022م.