دعا رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في إيران أجهزة الدولة إلى مواجهة "الفوضى" وأعمال الشغب، وشهدت عدة جامعات إيرانية تجمعات احتجاجية، تزامنا مع مظاهرات في مدن غربية عدة على خلفية وفاة الفتاة مهسا أميني على يد الشرطة. وعقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اجتماعا مع رئيسي البرلمان والسلطة القضائية، حيث دعا الرؤساء الثلاثة أجهزة الدولة إلى مواجهة ما وصفوه بالفوضى وأعمال الشغب، وإلى حماية الأمن العام والممتلكات العامة في البلاد. وأكد الاجتماع على ضرورة أداء وسائل الإعلام والنخب الإيرانية مهامها في توضيح "مؤامرات العدو". ومن المقرر أن يعقد البرلمان الإيراني -اليوم الأحد- اجتماعا مغلقا لمناقشة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. مظاهرات واعتقالات وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات في عدد من المدن الكبرى، منها طهران وأصفهان ورشت وشيراز. وفي منطقة بازار التجارية بطهران، هتف المتظاهرون "سنُقتل الواحد تلو الآخر إذا لم نتحد"، بينما أغلقوا في مكان آخر بالعاصمة طريقا رئيسيا بسياج من الأسلاك. وأفاد ناشطون بأن السلطات اعتقلت العشرات من طلاب جامعة طهران السبت، كما قالت وكالة أنباء فارس إن بعض المحتجين اعتُقلوا في ساحة قرب الجامعة. كما ذكرت وكالة أنباء فارس أن نحو 400 طالب في جامعة أصفهان وسط البلاد نظموا السبت احتجاجا داخل حرم الجامعة، ونددوا بتعامل الشرطة مع المحتجين. وأضافت الوكالة أن الطلاب رددوا شعارات "حادة"، وشعارات أخرى تطالب بحرية المرأة، من دون أن يمارسوا أعمال شغب داخل الجامعة. وذكرت وكالة فارس أن الطلاب حاولوا نقل المظاهرة خارج الجامعة، لكن قوات الشرطة منعتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال المحتجون إنهم لن يشاركوا في الفصول الدراسية حتى يطلق سراح الطلاب المعتقلين. كما قالت مواقع إيرانية إن أصحاب المحال التجارية في منطقة شوش جنوبي طهران، وفي مدينة ديوان دره في محافظة كردستان غربي البلاد، نفذوا إضرابا عن العمل، احتجاجا على وفاة الشابة مهسا. وفي الأثناء، اعتقلت السلطات المغني شروين حاجي بور، إثر نشره أغنية داعمة للاحتجاجات، إضافة إلى عدد من الرياضين لمناصرتهم الاحتجاجات. وذكرت منظمة العفو الدولية أن الحملة التي تشنها الحكومة على المظاهرات أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 52 شخصا وإصابة المئات، بينما يقول ناشطون إن السلطات اعتقلت العشرات. مظاهرات عالمية وعلى الصعيد العالمي، تظاهر السبت الآلاف في لندن وباريس وروما ومدريد وأثينا وسان فرانسيسكو ونيويورك، ومدن غربية أخرى، تضامنا مع المتظاهرين الإيرانيين، وحمل بعضهم صورا لمهسا التي توفيت بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل الشرطة. ففي لندن، شارك نحو 2500 شخص، معظمهم من الكرد، في احتجاج بميدان الطرف الأغر، ولوحوا بأعلام إيرانية وكردية. واندلعت قبل أكثر من أسبوعين الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاما من إقليم كردستان الإيراني، وذلك بعد الإعلان عن وفاتها عقب 3 أيام من احتجازها على يد "شرطة الأخلاق" في طهران بسبب "ملابسها غير اللائقة". المصدر: الجزيرة.