الحدث: إعلاميون يهاجمون بشكل جنوني مادة التربية الإسلامية من إذاعة مغربية موجهة للمغاربة. التعليق: هذا تلوث لغوي وعلمي كارثي في برنامج ركيك لغة ومضمونا وضيوفا، نفث سما وهو يلغو بكلام سائب عن مادة التربية الإسلامية. ابقوا دائما في الخلف، ولا تكثروا حتى يصل اليوم الذي يعلن فيه القضاء على هذه المادة التي تمثل بشكل رسمي ركن الهوية المغربية. (يعني ان الحد الذي وصلنا اليه يحتاج الى تدخل جراحي لاستئصال مثل هذه الأدواء إذ لا تنفع المهدئات ولا المسكنات). ويمكن أن نبين الأسطوانة الإعلامية الكارثية التي تضر في غالبها ولا تنفع. أولا: إن التربية الإسلامية مادة حاملة للقيم، مشبعة بها، معشوقة معظم التلاميذ، لا يحسون بالوقت الذي يقضونه في طور بناء درسها. ثانيا: معظم مضامين المادة معدة بشكل محكم وبناء متين، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في إيجاد المتعلم المتشبع بهويته وثقافته وحضارته. ثالثا: أخلاقيات المادة وأخلاقيات أهلها، المرتكزة على كتاب الله تعالى تمثلا وسلوكا وتزكية، وسنة رسول الله المؤسسة على الاقتداء والاتباع لسيد الخلق وخير رسل الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. رابعا: (لفهايمي العطاش) هو ذاك المتحدث الذي أصبح يتكلم في كل شيء يحسن التحليل الاقتصادي، ويتقن الكلام في السياسة والفن والطبخ والرياضة والنجوم والكواكب والحيوانات والصحة والنفسيات والغيس والزفت وكل ما جر شرا في شر مستطير. إنها أزمة الحديث في كل شيء دون إفادة أي شيء. حديث أشبه ما يكون بعجعجة بلا طحين. خامسا: الردع هو الحل لأمثاى هؤلاء، لقد قرأت في النوازل أن العلماء أفتوا بعدم جواز قراءة صحيح البخاري من رجل لا يتقن علم النحو، أما الآن فأصبح الحديث في كل الفنون لا يحتاج إلا إلى لاقط صوت، وقمرة، وإضاءة، ثم اسمع لشيء أشبه ما يكون بإعصار من الجنون، لا زمام له ولا خطام!