كتب د.إدريس الكنبوري بأن بعض الإعلاميين العرب يروج اليوم أن الجزائر تدعم القضية الفلسطينية؛ وزاد تطبيلهم بسبب أنها حتى الساعة لم تربط علاقات مع إسرائيل؛ وهم ليس لهم أي دليل مادي ملموس سوى التصريحات الجزائرية بين وقت وآخر عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف، نحن نعرف أن هناك مدفوعين؛ وهناك من يقول ذلك فقط لأنه يكره المغرب؛ وهم إما يجهلون الحقيقة أو يخفونها. النظام الجزائري خلق هذه الخدعة منذ السبعينات لأنه أراد ربط قضية الصحراء بقضية فلسطين لجلب التأييد العربي للبوليساريو؛ وربط هذا الأخير بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ وساوى بين المغرب وإسرائيل؛ ولذلك حرص دائما على دعوة زعيم البوليساريو إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية وإجلاسهما متجاورين في جميع الاحتفالات. ولكن ماذا قدمت الجزائرلفلسطين؟ إنها تتبجح بأنها احتضنت مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 الذي تم فيه الإعلان عن دولة فلسطين. وهذه خدعة أخرى. فالمؤتمر المذكور كان كارثة على النضال الفلسطيني؛ ولمن لا يتذكر الأحداث نقول له بأن المؤتمر المذكور جاء عاما واحدا فقط بعد ظهور حركة حماس؛ ويومها قال شيمون بيريز قولته الشهيرة "إذا لم نتفاوض مع منظمة التحرير اليوم فسنجد أنفسنا مضطرين للتفاوض غدا مع حماس"؛ وهو ما سرع بالمؤتمر وإعلان السلطة وعقد مؤتمر مدريد ونقل منظمة التحرير إلى داخل فلسطين لتتحول إلى سلطة في مواجهة المقاومة. ولكن الجزائر لم تقدم شيئا لفلسطين؛ فلا هي ترسل السلاح ولا هي ترسل المقاتلين. وإذا كانت تتبجح بمؤتمر 1988 فإن المغرب هو من احتضن مؤتمر فاس عام 1982 الذي أقنع فيه الحسن الثاني الدول العربية بالاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني؛ ويومها كانت المنظمة لا يعترف بها أحد وكانت تعتبر منظمة إرهابية؛ ومن يرجع إلى كتابات أحمد الشقيري أول رئيس للمنظمة سيفهم ما نقول. والمغرب هو من دعا إلى قمة إسلامية بعد إحراق المسجد الأقصى؛ وإنشاء لجنة القدس التي منحت إليه رئاستها؛ وهو من يحتضن بيت مال القدس ويقدم الدعم الحقيقي لموضوع القدس. والمغرب هو البلد الذي أرسل مجاهدين إلى فلسطين في الثلاثينات؛ ولا زال أحد أبواب القدس يحمل اسم المغاربة. وختم المحلل السياسي المغربي تدخله بقوله "قد يقول قائل إن لجنة القدس لا تقوم بالعمل الكافي؛ ولكن لجنة القدس متفرعة عن منظمة المؤتمر الإسلامي؛ وتعيش ما تعيشه المنظمة وجامعة الدول العربية؛ وعملها تنسيق المواقف؛ وعندما يتمزق العرب فلن تجد ما تنسقه".