كان الداعية المربي – مؤسس جماعة العدل والإحسان – الأستاذ عبد السلام ياسين يقول لي: الريسوني معناها "ريَّسُوني"، فنضحك ونمضي.. فكنت في كل مرة أُبتلى فيها برئاسة ما، أتذكر هذه الكلمة: "ريَّسُوني"، بل كنت أعود بذاكرتي إلى الوراء فأجد أن "ريَّسُوني"، قد تسلطت علي- رغم أنفي – من وقت مبكر.. فمن ذلك أنهم: – "ريَّسُوني" على الجمعية الإسلامية بمدينة القصر الكبير، – ثم "ريَّسُوني"، على فرع مكناس لجمعية خريجي كلية الشريعة، – ثم "ريَّسُوني" على جمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا، – ثم "ريَّسُوني" على رابطة المستقبل الإسلامي، – ثم "ريَّسُوني" على حركة التوحيد والإصلاح، – ثم "ريَّسُوني" على رابطة علماء أهل السنة، – ثم "ريَّسُوني" على مركز المقاصد للدراسات والبحوث، – ثم "ريَّسُوني" على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وفي كل هذه الحالات كنت أقبل الأمر على مضض وعلى كره، وأمضي فيه وأتحمل، إلى أن أجد أول فرصة مناسبة للاستقالةأو الانفكاك، وتسليم الأمانة إلى أهلها.. ما أريد قوله الآن هو: أن زمن "ريَّسُوني" قد ولى بغير رجعة، بمشيئة الله تعالى ولطفه، وبدأ زمن التقاعد النهائي من الرئاسات.. فلا رئاسة بعد اليوم: لا قائمة ولا قادمة، ولا صغيرة ولا كبيرة، ولا طويلة ولا قصيرة، لا في المغرب ولا في المشرق.. وبالله تعالى التوفيق، عليه توكلت وإليه أنيب.