تأمل في قائمة الابتلاءات والمصائب التالية: الفقر المدقع، المرض العضال، الحرمان من الإنجاب، عقوق الأولاد ونشوز الزوجات، فقد الأهل والمال والعافية، فتنة الإغراء بالزنا والشهرة والثراء والسلطة، غيرة الأقارب والحسد إلى درجة الشروع في القتل، التفريق عن الوالدين في سن الطفولة، اليُتم، الاسترقاق، تحمل مسؤوليات الدولة في أوقات عصيبة، عصيان الرعية، التمرد الشعبي والعسكري، التعرض للموت غرقا وللافتراس، الاتهام بالجنون والكذب، التشهير والسخرية في وسائل الإعلام، القذف في الأعراض، الملاحقة والتهديد، الإيذاء في الطرقات، الحصار والمجاعة، النفي والإبعاد عن الوطن، الاضطهاد السياسي والإرهاب الفكري، الإصابة الدامية في المعارك، الاعتقال والمحاكمة والسجن الطويل، التعذيب، الحكم بالإعدام حرقا على رؤوس الأشهاد، القتل. هل لاحظت أنها خلاصة قصص الأنبياء الواردة في القرآن الكريم؟ ألا تشعر أثناء قراءتها بأن الأنبياء لم يعرفوا من الدنيا إلا المشقة، مع أنهم أعز الخلق على الله تعالى؟ لكنهم مع ذلك كانوا أسعد الناس، لأنهم أدركوا أن الدنيا كلها ليست إلا دار ابتلاء، وأن الأصل فيها هو المشقة وليس الهناء. السعادة ليست استمتاعك بملذات الحياة التي ستنساها فور انقضائها، بل أن تفهم معنى الحياة وغاية هذا الوجود، وأن تتصرف في كل الظروف بحكمة.