حذر أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، من أن العالم أصبح في ورطة عميقة، مطالبا بضرورة إنهاء ما وصفها بالحروب "العبثية" على الفور. جاء ذلك في افتتاح المنتدى السياسي المنعقد حاليا بقاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة "سبل إعادة العالم إلى المسار الصحيح لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030". وقال غوتيريش في كلمته أمام المشاركين بالاجتماع: "عالمنا في ورطة عميقة وكذلك أهداف التنمية المستدامة والوقت ينفد". وأضاف: "لكن لايزال لدينا أمل لأننا نعرف ما الذي يتعين القيام به ضعوا نهاية للحروب الكارثية العبثية الآن، وأطلقوا العنان لثورة الطاقة المتجددة، ولنستثمر في الناس ونبني عقد اجتماعي جديد – الآن". وأردف غوتيريش: "يتعين إعادة إنتاج الغذاء في أوكرانيا، والأغذية والأسمدة التي تنتجها روسيا إلى الأسواق العالمية، على الرغم من الحرب (بين الجانبين)". وتابع: "لقد عملنا بجد على خطة تهدف إلى التصدير الآمن للأغذية المنتجة في أوكرانيا عبر البحر الأسود، والأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، وإنني أتقدم بالشكر إلى الحكومات المعنية على تعاونها المستمر". وتستضيف إسطنبول الأربعاء، وفودا عسكرية من روسياوأوكرانيا بحضور ممثلين عن الأممالمتحدة، لبحث سبل تأمين الشحن للحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية. ودعا الأمين العام المشاركين في المنتدي من ممثلي الدول الأعضاء بالأممالمتحدة، إلى "العمل بطموح وعزم وتضامن لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة قبل فوات الأوان". وحذر غوتيريش، من أن "الأزمات المتتالية التي تواجه العالم حاليا ستحمل مستقبلا بذور التفاوت الخطير وعدم الاستقرار والفوضى المناخية". وقال: "ضربتنا الآثار المتتالية للغزو الروسي لأوكرانيا وسط تعافي هش وغير منتظم من جائحة كورونا بينما تتزايد وتيرة الطوارئ المناخية". وأشار غوتيريش إلى أن حوالي 94 دولة يقطنها 1.6 مليار شخص تواجه عاصفة كاملة تتمثل بزيادات هائلة في أسعار الغذاء والطاقة، ونقص في الوصول إلى التمويل، وبالتالي هناك خطر حقيقي من حدوث مجاعات متعددة هذا العام". وحذر من أن" العام المقبل قد يكون أسوأ حيث تعاني 60 في المئة من الاقتصادات النامية من ضائقة الديون". وأضاف غوتيريش: "هناك 60 في المئة من العمال لديهم اليوم دخول حقيقية أقل مما كانت عليه قبل وباء كورونا، وتفقد البلدان النامية 1.2 تريليون دولار سنويًا من أجل سد فجوة الحماية الاجتماعية". وأردف: "ارتفع عدد الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم إلى 100 مليون وهو أعلى رقم منذ إنشاء الأممالمتحدة". ولمواجهة هكذا تحديات حدد الأمين العام 4 مجالات للعمل الفوري تشمل "التعافي من وباء كورونا في كل البلدان، وإيجاد حل أزمة الغذاء والطاقة والتمويل، والاستثمار في الناس من خلال التعليم وبناء عقد اجتماعي جديد، وإصلاح أنظمة الدعم الاجتماعي، والإسراع في تنفيذ خطط العمل المناخي". ويناقش المشاركون في المنتدي السياسي على مدار 3 أيام، سبل إعادة العالم إلى المسار الصحيح لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحقيق التوازن بين تخفيف الأزمات على المدى القصير والتحليل والتخطيط والتفكير على المدى الطويل، وفقا للأناضول.