نشرت وكالة ناسا الفضائية صورة لعنقود مجري (مجموعة من المجرات) التقت بواسطة التلسكوب الفضائي "جيمس ويب"، حيث تعتبر الصورة الكونية الأعمق في تاريخ البشرية. ويبعد عنا ذلك العنقود المجري مسافة 4.6 مليار سنة ضوئية (البعد المكاني). أما بالنسبة للبعد الزمان أو التاريخ الذي بدت عليه تلك المجوعة المجرية بالهيئة الموضحة في الصور فيعود أيضا إلى 4.6 مليار سنة (بدون كلمة ضوئية)، لأن السنة الضوئية وحدة مسافة وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحد؛ أي أننا ننظر الآن إلى صورة تُظهر العنقود المجري كما كان قبل 4.6 مليار سنة؛ أي في الوقت الذي تشكل فيه كوكبنا الأرضي. ومن الجدير بالذكر أن البعد الزماني والمكاني لتلك المجرات وغيرها يتم تحديدهما من خلال مواقع النجوم المتواجدة في تلك المجرات التي أمامنا في الصورة مصداقا لقوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ). وتقول وكالة ناسا بأن حجم رقعة السماء التي أمامنا لا تشكل سوى حبة رمل يحملها شخص ما على الأرض وينظر إليها بطول ذراعه. سبحانك يا رب، فالكون الذي نحيا عليه يحتوي على مئة إلى مئتي مليار مجرة وكل مجرة تحتوي على عدد هائل من النجوم وهنالك اعتقاد بأن لكل نجم من تلك النجوم عدد من الكواكب تدور حوله. (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) (وَلَقَدْ زَيَّنَّا 0لسَّمَآءَ 0لدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ) لاحظ عزيزي القارئ كلمتي مصابيح و كواكب الواردة في الآيتين السابقتين في إشارة واضحة إلى تعدد النجوم والكواكب في السماء، وكذلك (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) ففي الآية الأخيرة يذكر بعض العلماء إلى أن الألف واللام (ال) الواردة في كلمتي الشمس والقمر يراد بها الجنس، أي جنس الأقمار وجنس الشموس (أو النجوم) لأن سياق الآية يتحدث عن رقعة السماء (أو السماوات) بشكل عام وليس عن شمسنا وقمرنا فقط، أي أن القرآن الكريم أشار إلى تعدد النجوم والأقمار في مختلف أرجاء السماء في سبق علمي يشهد بأن هذا الكتاب من لدن حكيم عليم. كما أن لكل مجرة ونجم وكوكب وقمر مدارا خاصا به (كُلٌّ فِى فَلَكٍۢ يَسْبَحُونَ) في تناسق عظيم ومحكم يشهد بأن لهذا الكون خالقا عظيما عليما حكيما.