أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أول أمس الخميس بتطوان، أن إمارة المؤمنين مؤسسة فاعلة ومكون أساسي في الهوية الوطنية المغربية. وأبرز أحمد التوفيق، خلال المحاضرة الافتتاحية لفعاليات "تطوان عاصمة المجتمع المدني المغربي لعام 2022" المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن مؤسسة إمارة المؤمنين ليست مؤسسة شرفية موروثة من تاريخ المملكة، بل هي مؤسسة فاعلة ومتفاعلة مع قضايا الوطن وقضايا الشعب الروحية على الخصوص. وأضاف الوزير، في المحاضرة التي حملت عنوان "دور إمارة المؤمنين في بناء الأمن الروحي للمغاربة والتماسك الاجتماعي"، أن مؤسسة إمارة المؤمنين شكلت في كل الحقب التاريخية للمملكة المغربية، وخاصة في العصر الحاضر، مكونا أساسيا للهوية الوطنية، ونظام حكم مجتمعي ديمقراطي يحافظ على الهوية الوطنية ويصونها. وبعد أن ذكر بأن إمارة المؤمنين مؤسسة ارتضاها المغاربة منذ حوالي 13 قرنا، اعتبر الوزير أن إمارة المؤمنين ضمانة للحفاظ على ثوابت الأمة الدينية والسياسية والاجتماعية، كما تعتبر ركيزة لتعزيز الروابط بين الملك والشعب، موضحا أن إمارة المؤمنين "نموذج متفرد يقوم على روابط البيعة". وأكد التوفيق أن إمارة المؤمنين في العقدين الأخيرين، بقدر ما هي متشبثة بالجذور الدينية بقدر ما هي نظام لتدبير الشؤون الدينية والروحية والاجتماعية بحكمة وتبصر وتميز، وهي ضامن لأمن البلاد في جوانبه الروحية والأخلاقية والسياسية، مشددا على أن إمارة المؤمنين في المغرب مؤسسة "متكيفة مع المستجدات والتجليات، ولها في ذات الوقت النجاعة السياسية الواقعية والإدراك التام للمصلحة العليا للوطن". كما أكد التوفيق على أن إمارة المؤمنين مهتمة بقضايا الدين من حيث الحماية والتكوين والتدريس والتعليم، ومهتمة بتوفير ظروف التطور والتنمية للمجتمع، وبضمان تنزيل مضامين الدستور والتعددية السياسية والروافد الثقافية بشتى أشكالها بطريقة ناجعة، تكريسا للمكاسب الديمقراطية التي حققتها البلاد، مشيرا إلى أن إمارة المؤمنين في المملكة تحقق المناعة الذاتية الدينية والفكرية للمغاربة وتتجاوب مع المقاصد الشرعية التي تضمن تطلعات المجتمع بشكل يتماشى والدين الإسلامي الحنيف. وشدد على أن إمارة المؤمنين في المغرب، كما يثبت التاريخ والواقع، تحقق السلم والأمان والأمن والاستقرار، وتحقق للمغرب والمغاربة المناعة ضد كل أنواع التطرف والغلو والجهل، وتوفر الأرضية الخصبة لدين إسلامي متسامح ومعتدل وعادل تبناه المغاربة منذ عهد طويل، مضيفا أن إمارة المؤمنين هي أيضا من مظاهر التميز المغربي، وتنسجم انسجاما تاما مع ثوابت المملكة، وتحمي شعائر الدين من التغييرات. وتعتبر فعالية "تطوان عاصمة المجتمع المدني المغربي لعام 2022 " ثمرة شراكة بين الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ومنظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار (إيكسو)، بتعاون مع جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.