ما زال موضوع التصريحات التي صدرت عن الدكتور محمد الفايد، الأخصائي في علم التغذية، تُحدث تفاعلا واسعا، حيث علق عدد من المتخصصين في العلوم الشرعية والفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعي على ما أدلى به. وفي هذا الصدد كتب الباحث في العلوم الشرعية، الدكتور قاسم اكحيلات، على صفحته بالفيسبوك منتقدا جرأة الفايد على الحكم ل"طوماس أديسون" بالجنة؛ وذكّر اكحيلات في هذا الصدد بمصير الحضارات السابقة التي كانت بارعة في العلوم الدنيوية وقال: "حل قوم ثمود أزمة السكن {الذِين جابُواْ اُ۬لصخرَ بالواد}. وعاد تفنَّووا في العمارة {التِے لَم يُخلَق مِثلُهَا فِے اِ۬لْبِلَٰدِ} فصنعوا أبنية مضادة للكوارث {وَتتخذونَ مَصانِعَ لَعَلكُم تَخْلُدون}. وتطلع فرعون إلى الفضاء {يَا هَامانُ ابْنِ لِي صَرحًا لَّعَلي أَبْلُغ الأَسبَابَ أَسبَابَ السمَاوَاتِ}. وانتفع الخلق بالحضارات قبلنا أكثر مما انتُفع به من حضارتنا، {كَانوٓاْ أشَدّ مِنهمْ قوّةً وَأَثارواْ اُ۬لَارْضَۖ وَعمرُوهَآ أَكثَر ممّا عَمرُوهَا وَجَآءتْهمْ رُسلُهم بِالْبَينَٰتِۖ فَما كانَ اَ۬للّهُ لِيظلِمهُمْ وَلَٰكن كَانوٓاْ أَنفسهُمْ يَظْلمونَۖ }. كل ذلك، وفق ما أورده د.اكحيلات لم يشفع لهم عند ربهم، ويشفع الفايد لرجل في دخول الجنة من أجل مِصباح! ولو سألته عن موضع نفسه في الآخرة قال : لا أدري!"اه. وقد لقيت التغريدة الباحث الشرعي المغربي رواجا وانتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. أما الدكتور حمزة الخالدي فقد نشر على صفحته على اليوتيوب مادة مرئية بعنوان: "بين العلامة ابن كثير ومختص الأغذية د. الفايد" انتقد من خلالها تطاول الفايد على اختصاص غيره وتكلمه في غير فنه وجرأته على القول بغير علم. صانع المحتوى والفاعل الديني ذ.عبد الرحمن العروشي خرج في بث مباشر بعنوان "على الدكتور الفايد حفظه الله أن لا تأخذه العزة بالإثم"، مستنكرا بشدة تعنت الفايد وخروجه عن تخصصه وإساءته للعلماء. وقد غرد مئات النشطاء مستنكرين ما صدر عن د.الفايد، ومن ناحية أخرى تلقى الباحث في الباكتيرولوجيا آلاف التعليقات من مختلف التوجهات والتيارات على صفحاته على مواقع التواصل، تنتقد بأساليب مختلفة خرجاته الأخيرة التي تسيء للدين الإسلامي ولعلماء الشريعة وسلف هذه الأمة رحمهم الله. فيما اختار العشرات منهم التعليق بنسخ روابط مقالات منتقدة أو تغريدات كتغريدة الدكتور اكحيلات. يُذكر أن "هوية بريس" كانت نشرت مقالا للأستاذ نور الدين درواش انتقد من خلاله ما اعتبره تدخلا للدكتور الفايد في التخصص الشرعي، وذكّر فيه كاتبه بنماذج من المخالفات الشرعية التي وقع فيها الفايد، كحكمه لأديسون بالجنة واعتراضه على حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإساءته للعلماء. وكان كثير من المختصين في الطب والعلوم التجريبية قد انتقدوا الفايد في مجاله العلمي، ومنهم الدكتور زكرياء مختفي، أخصائي في التحذير والإنعاش بمصحة الرحمة بمدينة أكادير، الذي انتقد بشدة مخالفة الفايد للشرع والطب، وإلزامه مرضى السكري بمخالفة نصائح الأطباء والدكاترة بصيام رمضان، رغم ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، زعما منه أن ذلك لن يؤثر عليهم، وعبّر الدكتور مختفي عن درجة استنكاره لما صدر عن الفايد بشأن ترك رخصة إفطار المرضى في رمضان بوصفه "خرجان العقل هذا". الدكتور عبد الرحمان كحيلة، مدير أبحاث في علم الأحياء بفرنسا كان قد كشف اختلالا علميا في منهجية الدكتور الفايد، وطعن في كفاءته وبيَّن أن نصائحه تفتقر للأساس العلمي. وفي الوقت الذي كان خصوم الدكتور المغربي ومحبوه على حد السواء ينتظرون خروجا توضيحيا يليق بمقامه العلمي، يعتذر من خلاله للمغاربة والمسلمين عما بدر منه، فضل الفايد الهروب إلى الأمام والتمادي في تعنته، فنشر تغريدة اعتبرها بعض المتابعين اتهما لمن قدم له النصيحة، وطعنا في نيتهم وتدينهم أيضا. وجاء في التدوينة المثيرة للفايد "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة للصالحين يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. نذكر أن الأمر هنا للذين آمنوا وليس الذين لا يؤمنون. الغيبة أصبحت معضلة تطبع العصر الذي نعيش فيه ونتكلم على المؤمن الذي يصلي ويصوم ويرتدي تياب المسلم ويضع على رأسه قبعة بيضاء كرمز الإيمان والإسلام والذي يعطي دروس في الدين ويتظاهر أنه من أولياء الله. لكن لكن لكن هذه الأوصاف الجميلة المغرية لا تظهر النفاق والحقد والكراهية ولا تبين ما في القلوب وهذه الأوصاف لا يعلمها إلا الله فاللهم قنا شر المنافق وكيد الحاقد والسلام على عباده الصالحين". وفي بثه المباشر ليوم أمس الأربعاء، بدا الفايد مصرا على كلامه ومواقفه السابقة التي أثارت الجدل. وأمام الفوضوية العلمية التي يتعامل بها د.الفايد في عدد من النقاشات، وتعاليه عن قبول النصيحة ممن بدلها له بحب وإشفاق من تخصصات مختلفة، سواء العلمية أو الشرعية، تطرح أكثر من علامة استفهام حول احترام الفايد للقواعد والأسس العامية في كل مجال يطرقه، سواء تعلق بمجال تخصصه أو بمجالات أخرى غير ذلك.