هوية بريس – إبراهيم بَيدون تتباين مواقف المغاربة من حجاب المرأة المسلمة بين متعبد بوجوبه، ومفتخرة بارتدائه، ومجربة حكمة فوائده بعد أن عانت ويلات افتقاده، وبين قوم أشربوا اتباع الغرب، وتأليه الحرية الفردية، واتباع الشبهات والشهوات ما ظهر منها وما بطن. وإليكم هذا الحوار المختصر الذي يبين الموقفين المتباينين من قضية وجوب لبس المرأة الجلباب والتزامها بالحجاب: قلنا لهم: ربنا أوجب على المرأة الحجاب، وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم بسنته صدق محكم الكتاب، ففي القرآن قال ربنا سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب59)، وفي الحديث: "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت؛ العنوهن فإنهن ملعونات" رواه مسلم. فردّ علينا ببغاوات الغرب من أبناء جلدتنا: ما ذاك إلا لباس أكرهتم عليه بناتكم، ونساءكم، وأخواتكم، وذاك فهم سقيم منكم، مرده إلى جمودكم وتخلفكم، وتمسككم بالأسلاف، وعدم استعمال عقولكم.. فقلنا لهم سلوهن (المحجبات)، فلما سألوهن، قالت العفيفيات: بل نحن بالحجاب مفتخرات، وبالنقاب معتزات، ولا نرضى أن نظهر من أجسادنا ما لا يرضي ربّ الأرض والسماوات، وفهمنا والتزامنا هو ما دلت عليه الأحاديث والآيات، وما يقول به كل العلماء بدء بالصحابة رضوان الله عليهم، إلى علمائنا اليوم الذين هم في العلم ذوي الهامات.. قال المستغربون حينها: لقد استغفلتم عقولهن، واستغللتم سذاجتهن، فهن يعانين من تسلط الفكر الذكوري ولم يجربن يوما التحرر حتى يصح حكمهن.. حينها قالت أخوات لنا من أرض الغرب أسلمن: وها نحن قد جربنا ذلك، فعلمنا أن في التبرج المهالك، وفي العري المذلة والمهانة، وقد كنا من قبل كذلك.. فقالت إحدى المستغربات: لن أغطي جسدي لأني فتنة، ولن أستر شعري لأنه جمال ومنَّة، فبذلك يمتدحني الشعراء، ويتغزل بي السفهاء.. حينها تبين أن القوم أهل أهواء، وأن أكثرهم قوم سفهاء، ينكرون عليك اتباع الأنبياء، ويقدسون نظريات نسبية لفلاسفة بلداء؛ قد صيغت بعيدا عن هدي كتاب أو سنة أو حتى إرشادات المنصفين والعقلاء، بل هي حرية فردية متسيبة أضلت أقواما وردت علينا في هلاكهم السور والأنباء.. فطوبى للعفيفات، والقابضات على لباس الحياء، ما بقيت الأرض والسماء.