نظم مركز القاضي عياض للدراسات والأبحاث – مختبر الدراسات التربوية- ندوة وطنية تكوينيةفي موضوع: "البناء النسقي لدرس التربية الإسلامية"، بشراكة مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكشآسفي بملحقة المشور يومه السبت 12 مارس 2022. افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم من تلاوة: الدكتور كمال أمساعد، أعقبتها كلمة السيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الدكتور عبد الحفيظ الملوكي تناول فيها سياق الندوة في علاقته ببرنامج مركز القاضي عياض وما تشهده الساحة التربوية من مستجدات خاصة ما يرتبط منها بمنهاج مادة التربية الإسلامية، كما بين أهمية مثل هذه الندوات في تطوير تدريسية المادة.وختم كلمته بشكر جميع المسهمين في تنظيم هذا النشاط. أما كلمة السيد كمال أمساعد رئيس مركز القاضي عياض فركزت على الهدف العام من المركز والمتمثل في الإسهام في النهضة العلمية من خلال مشاريع مبنية على قواعد منهجية مؤصَّلة، وأعمال مؤسسيَّة جادَّة، ودراساتٍ هادفة مستدامة، وبين أهدافه النوعية، ومختبراته التخصصية، وقام باستعراض أهم أنشطة المركز وإصداراته ثم عرف بأعضاء المجلس الإداري للمركز ليصل في الأخير إلى بيان أسباب اختيار مختبر الدراسات التربوية لموضوع نسقية درس مادة التربية الإسلامية كدرس افتتاحي لأنشطته. في حين استعرض مسير الندوةالدكتور سيدي محمد ويلالي رئيس مختبر الدراسات التربوية في ورقة تعريفية بالمختبر ورؤيته المتمثلة في: الإسهام في تجويد الفعل التربوي من خلال إشراك مختلف الفاعلين(المؤطرون والمكونون والأساتذة الممارسون) في مشاريع تربوية نوعية وهادفة، وذلك من خلال عدة وسائل وآليات. انطلقت بعد ذلك مباشرة الجلسة العلمية برئاسة الدكتور سيدي محمد ويلالي وتضمنت مداخلتين تأطيريتين: المداخلة الأولى:قدمها الدكتور عبد الجليل أميم أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش،تعلق الأمر في هذه المداخلة بإبراز الطابع النسقي لدرس التربية الإسلامية، مستحضرين فيها القواعد العشرة لبيداغوجيا التركيب، ومنطلقين في ذلك من آية المداينة باعتبارها درسا ربانيا مركبا، وهكذا نجمع بين العلوم الإنسانية والتأمل في النص الديني باعتباره نصا مقدسا يلامس الإنسان في أبعاده المختلفة، خصوصا وأن درس التربية الإسلامية يشتغل على النصوص الدينية باعتبارها مضامين معرفية تحتاج إلى تفكيك ديداكتيكي واستراتيجية بيداغوجية لجعلها في متناول المتعلم. وتلامس القواعد العشرة التي تدعو إليها أبعاد الفعل البيداغوجي المختلفة لأنها تعتبر الدرس نسقا معرفيا عالي التركيب. ويمكن من باب الختم ذكرها دون التفصيل فيها، وهي: * قاعدة النظرة الإيجابية. * قاعدة وضوح الإطار المعياري. * قاعدة الرؤية الشمولية. * قاعدة النظرة التكاملية. * قاعدة الانسجام. * قاعدة الحركية أو الدينامية. * قاعدة التأثير. * قاعدة الرؤية الاستراتيجية. * قاعدة التجديد والتميز والإبداع. * قاعدة المرونة. المداخلة الثانية: الموسومة بمنطق التكامل والتداخل بين مكونات مادة التربية الإسلامية قدمها الدكتور عبد الكريم بودين أستاذ التعليم العالي مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء. بين الأستاذ الكريم تجليات النسقية في مداخل المادة حيث اعتبر السورة القرآنية مؤطرة لجميع المداخل مركزا على أهمية تحديد القضية المركزية وتقسيم السورة إلى مقاطع تجمعها وحدة الموضوع، كما أكد على أهمية الاشتغال بالوضعية الدامجة باعتبارها الآلية الديداكتيكية لتحقيق النسقية المطلوبة. بعد ذلك فتح السيد المسير باب المداخلات، حيث تفاعل الحضور الكريم مع مختلف القضايا التي تمت معالجتها في المداخلتين المؤطرتين، وطرحت بعض الإشكالات الديداكتيكية التي يواجهها المدرس أثناء الاشتغال بالمقاربة النسقية في التدريس. ثم أعطيت الكلمة للدكتورين الفاضلين للإجابة عن مختلف الإشكالات والأسئلة المطروحة. وقبل اختتام النشاط قدم السيد كمال وجاد مفتش تربوي بمديرية قلعة السراغنة كلمة شكر للجنة المنظمة لهذا النشاط مبينا الآفاق الاستشرافية التي يمكن أن تعقب هذه الندوة، واضعا الأصبع على الأسئلة الجوهرية التي تطرحها النسقية في تدريس مادة التربية الإسلامية في علاقتها مع الخصائص النمائية للمتعلم. كما قدم الدكتور سعيد وديدي كلمة توجيهية لطلبة المركز الجهوي بين فيها أهمية القدوة والتركيز على القيم في تدريس المادة رابطا ذلك بالمقاصد والغايات التي أشار إليها منهاج مادة التربية الإسلامية. واختتم النشاط بتوزيع الشواهد التقديرية وشكر كل من ساهم في إنجاح هذا النشاط تحضيرا وتأطيرا وحضورا. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت حضورا وازنا لأساتذة وأستاذات المادة وطلبة المراكز الجهوية المتدربين في السلكين الابتدائي والثانوي وكذا طلبة الإجازة المهنية بالمدرسة العليا للأساتذة.