في خبر سار، من شأنه أن يجنب المواطنين الارتباك الذي عاشوه لقرابة سنتين، استبعد الطيب حمضي، ظهور متحورات في ظل بيئة وبائية متحكم فيها، مقارنة بالدول التي تعرف انتشارا واسعا للفيروس ونسب ضعيفة من التلقيح. وربط الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الأمر بنسبة التلقيح العالية ضد كوفيد 19 التي يعرفها المغرب، بفضل نجاح الحملة الوطنية للتلقيح وبفعل التحكم الكبير في انتشار الفيروس، مسجلا أن المغرب لا يعرف إلا حالات قليلة ويتحكم في الموجات بشكل كبير مقارنة بالعديد من الدول. وأكد أن ظهور الطفرات والمتحورات مرتبط بشكل كبير بتفشي الفيروس وتوالده، مضيفا "كلما انتشر الفيروس أكثر كلما زاد احتمال ظهور الطفرات والمتحورات والعكس صحيح". وتابع قائلا "لذلك نلاحظ ظهور المتحورات في البلدان التي تلقح أقل، ويتفشى فيها الوباء بشكل قوي؛ في بريطانيا قبل الشروع في التلقيح، في البرازيل، في الهند، في جنوب إفريقيا المتحور الأول ثم الثاني". وشدد على أنه "من الصعب التكهن بوقت ومكان ظهور المتحورات، ولا التكهن بطبيعتها وخطورتها، لكن من المؤكد أن البلدان التي تعرف تلقيحا أقل وتفشيا أكبر للفيروس هي البيئة المناسبة لتفريخ الطفرات والمتحورات". وسجل أن ثلثي السكان في المغرب ملقحون ضد كوفيد 19، وأزيد من 80% من الساكنة المستهدفة من 12 سنة فما فوق تلقوا جرعتين على الأقل، وأزيد من خمس ملايين ونصف تلقوا الجرعة الثالثة. وقال إن المغرب يسجل حالات محدودة جدا من الإصابات. لذلك، وعلى عكس ما ذهبت إليه بعض الأخبار الخاطئة في منصات التواصل الاجتماعي من كوننا نتوقع ظهور متحورات جديدة ببلادنا في الأسابيع المقبلة، فإن المعطيات العلمية تؤكد عكس دلك تماما، وأن تلك الأخبار مرتبطة بفهم خاطئ لتوقع فعلي لظهور طفرات ومتحورات ولكن عالميا وليس محليا، بفعل انتشار متحور أوميكرون بشكل هائل عالميا وضعف التلقيح في عدد من الدول، يقول حمضي. وأكد على أن التطعيم الكامل والواسع والسريع واحترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية يظل أفضل وسيلة للحماية الفردية والجماعية، وأفضل طريقة لتقليل مخاطر ظهور طفرات جديدة ومتحورات جديدة.