مشكلة الجفاف جدية بشكل كبير في المغرب هذه السنة بعد سنة 2021 التي اعتبرتها الوكالة الفضائية الأوربية خامس أكثر سنة حرارة منذ عام 1850.. المغرب بلد فلاحي ويسهم هذ القطاع بحوال 13 بالمئة من الناتج الوطني الخام ويشغل حوالي 40 بالمئة من اليد العاملة النشيطة.. وهو ما يجعل للجفاف أثرا وخيما اقتصاديا واجتماعيا.. أظن أن مشكلة الماء حاليا هي مشكلة طاقة بشكل كبير نظرا لما قد توفره تحلية مياه البحر من بديل مهم لبلد ذي مناخ شبه جاف كالمغرب.. محطة شتوكة آيت باها التي تم الشروع في استغلالها قبل أسبوعين هي حل رائع لمشكلة العطش وأيضا لمشكلة السقي.. هاته المحطة ستزود أكادير بحوالي 70 مليون متر مكعب سنويا من المياه المحلاة.. أكادير كانت تعرف قبل سنة انقطاعا يوميا في مياه الشرب تجاوزت اليوم هذا المشكل رغم أن سدي يوسف ابن تاشفين وعبد المومن يشهدان حاليا مستويات لا تتعدى 5 بالمئة من ملء الحقينة.. مدينة مثل مراكش تبعد أقرب نقطة ساحلية منها بحوالي 150 كيلومترا سيكون من الصعب الآن التفكير في التحلية ولكن مستقبلا ومع تزايد الطلب على الماء سيتم التفكير في هذا المشروع لأن حوض أم الربيع الذي يزود الآن مراكش بأكثر من 80 بالمئة من حاجياتها من الماء لن يستطيع أن يواكب الطلب مستقبلا (يبلغ معدل ملء سد المسيرة حوالي 6 بالمئة وهو لم يصل أبدا قبل لهذا المستوى).. تحلية مياه البحر تعتبر فرصة وهي في الآن ذاته تحد من الناحية الطاقية والبيئية يجب على البحث العلمي الاهتمام به أكثر من أجل تقليل الكلفة وتدبير أمثل للنفايات الملحية.. الماء مع التغيرات المناخية لن يكون مستقبلا مبذولا ورخيصا بالشكل الذي عليه اليوم وكل إجراء شخصي أو جماعي من أجل عقلنة استعماله سيسهم ولا شك في تأخير هذه المرحلة الصعبة القادمة لا محالة..