هوية بريس- نور الهدى القروبي لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية. نحاول، في هذا الركن "حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي"، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين. نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم. فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير. ذكرى وفاة جوهر الصقلي مؤسس القاهرة والجامع الأزهر تحل اليوم ذكرى وفاة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الصقلي، المعروف بجوهر الصقلي، أحد كبار قادة الدولة الفاطمية، ومنشئ مدينة القاهرة والجامع الأزهر الذي توفي في 28 يناير عام 992. ولد جوهر الصقلي عام 911 في إمارة صقلية من أصل يوناني. ثم أخِذ كمملوك يوناني إلى شمال أفريقيا، حيث أرسل إلى الخليفة إسماعيل المنصور الفاطمي لذكائه وفطنته. وفي عهد ابنه المعز (953 – 975) اُعتق جوهر وأصبح أمينه الشخصي، ثم أصبح وزيراً ثم قائد الجيوش الفاطمية. حيث استعان المعز لدين الله بقائده المحنك جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر، وجعل تحت قيادته مائة ألف أو ما يزيد من الجنود والفرسان، بالإضافة إلى السفن البحرية. فبلغ الجيش برقة بليبيا، واستأنف المسير حتى وصل إلى الإسكندرية؛ فدخلها دون مقاومة، ومنع جوهر الصقلي جنوده من التعرض لأهلها، وأمرهم بالتزام الهدوء والنظام، مستهدفًا من ذلك التقرب من المصريين والتودد إليهم، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة عصيبة؛ فالأزمة الاقتصادية تعصف بها، والخلافة العباسية التي تتبعها عاجزة عن حمايتها بعد أن أصبحت بغداد أسيرة لنفوذ البويهيين الشيعة، ودعاة الفاطميين يبثون دعوتهم في مصر ويبشرون أتباعهم بقدوم سادتهم، وجاءت وفاة كافور الإخشيد سنة (968) -وكانت بيده مقاليد مصر- لتزيل آخر عقبة في طريق الفاطميين إلى غايتهم المأمولة. وما كاد يستقر الأمر لجوهر الصقلي بمصر حتى بدأ في إنشاء عاصمة جديدة لدولته الفتية، ووضع أساسًا لها في الشمال الشرقي للفسطاط، فبنى سورًا خارجيًا من الطوب اللبن يحيط بمساحة تبلع 340 فدانًا، جعل سبعين منها للقصر الكبير مقر الحكم والسلطان، وخمسة وثلاثين فدانًا للبستان، ومثلها للميادين، وتوزعت المساحة المتبقية -وقدرها مائتا فدان- على القبائل الشيعية والفرقة العسكرية، حيث اختارت كل منها مكانًا خاصًا بها عرفت به مثل زويلة، وكان ذلك نواة لعاصمة الدولة الفاطمية في المشرق، التي عرفت بعد ذلك بالقاهرة. بعد تأسيس القاهرة اختلف جوهر مع المعز لدين الله، ونُحّي من مناصبه وظل مبعداً حتى قرّبه الخليفة التالي، العزيز (975 – 996) والذي لعب جوهر دوراً هاماً في وصوله لسدة الخلافة، فكافأه العزيز بلقب نائب الخليفة حتى عام 979. ثم جُرد من جميع مناصبه وألقابه بعد هزيمته قرب دمشق في حملة لضم الشام. أحداث أخرى وقعت في 28 يناير 946 – الخليفة المستكفي بالله يعمى ويخلعه الأمير معز الدولة، حاكم الدولة البويهية. يخلفه المطيع لله كخليفة للدولة العباسية. 1479 – توقيع معاهدة اسطنبول بين الدولة العثمانية في عهد السلطان محمد الفاتح وجمهورية البندقية، القوة التجارية الكبرى في أوروبا. وكانت تلك المعاهدة أول خطوة خطتها الدولة العثمانية للعب دور سياسي في أوروبا. 1956 – انشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط في القاهرة وكانت أول وكالة أنباء عربية. 1976 – سمحت القاضية روث أود من المحكمة "الاسرائيلية" لليهود في الصلاة داخل المسجد الاقصى المبارك. 2003 -في خطاب حالة الأمة، الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يتهم العراق بحيازة أسلحة دمار شامل، ويهيئ الشعب الأمريكي لعمل عسكري محتمل ضد العراق. 2004 – "إسرائيل" تفرج عن 436 معتقل في تبادل للأسرى مع حزب الله اللبناني. 2011 – مظاهرات كبيرة في محافظات مصر بعد صلاة الجمعة وذلك في اليوم الرابع من بدأ التظاهرات للمطالبة برحيل الرئيس محمد حسني مبارك، واندلاع حرائق بالعديد من أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وما تبعه من انسحاب قوات الشرطة من الشوارع وخروج آلاف السجناء من السجون ونزول الجيش، وفرض حظر التجول بكل أنحاء البلاد، وأدى ذلك إلى طلب الرئيس محمد حسني مبارك من حكومة أحمد نظيف تقديم استقالتها. 2018 – اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" و"حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي" في عدن.