هوية بريس-متابعة اختتم المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا جولته الإقليمية من الجزائر، الطرف الرئيسي في النزاع المفتعل والراعي العلني للتنظيم الانفصالي جبهة البوليساريو، المعادي للوحدة الترابية للملكة المغربية، وهي الجولة التي جاءت تنفيذا للقرار الأخير لمجلس الأمن رقم 26_02، والذي جدد فيه المجلس دعوته لكل الأطراف من بينها الجزائر مواصلة مشاركتهم في مسلسل الموائد المستديرة بروح من الواقعية والتوافق من أجل الوصول إلى حل واقعي، دائم وعملي. ولتقييم موضوع الجولة في محطاتها الأربع، قال أحمد نور الدين، الباحث في شؤون الصحراء، أن جولة دي ميستورا عرت الجزائر وحشرتها في الزاوية، لعدة اعتبارات، أولها أن القرار المذكور يدعو جميع الأطراف بما فيها الجزائر، إلى المفاوضات المباشرة، بهدف لإيجاد حل سياسي وواقعي، وهذا ما يغيط الطرف الجزائري، وذلك وفقا للأوصاف الأربعة المعروفة، والتي تعني أنه تجري المفاوضات تحت السيادة المغربية وفي سقف لا يتجاوز الحكم الذاتي كأقصى ما يمكن التفاوض حوله.. كما أكد ذلك الملك محمد السادس في خطابه الأخير حول ذلك، حيث لا تفاوض على السيادة، وإنما التفاوض حول ايجاد حل للأزمة من أجل تجنيب المنطقة كل نزاع مسلح، كما تحاول الجزائر الدفع إليه بكل الوسائل بغباء. وأشار نور الدين، في حوار له على قناة M24، مساء يوم الخميس 20 يناير 2022، أن الجزائر عندما تم تعيين دي ميستورا مبعوثا أمميا للمنطقة، وقبل أن يقوم هذا الأخير بجولته، أعلنت خارجيتها عن رفضها المشاركة في أية مفاوضات سياسية حول الصحراء المغربية، وبالتالي تضع الجزائر نفسها في زاوية مغلقة، وفي مواجهة مباشرة مع القرار 26_02 الأممي. وأكد أحمد نور الدين أن الجزائر اليوم، وبالغباء الاستراتيجي لجنرالاتها، وبفعل الدينامية الكبرى للدبلوماسية الملكية في أفريقيا، جعلت عقارب وافاعي الجنرالات تخرج من جحورها، مرتكبين أخطاء تلو اخرى دبلوماسية، إلى أن اوقعوا الجزائر في الحصار الذي تعيشه اليوم. أما المغرب من الناحية الاستراتيجية فهو دولة محترمة وتحترم القانون الدولي، دولة منخرطة في الاستقرار والأمن الدولي، كما تذكر ذلك تقارير الاتحاد الأوروبي وتقارير الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن هذا المنطلق فالمغرب لا يتنصل من المفاوضات بعد قبر وإنهاء قرار 91 بفعل غباء الجزائر وغباء الجبهة الانفصالية أيضا. واليوم يجب الرجوع إلى المفاوضات، لكن بشروط جديدة يضعها المغرب، منها عودة اللاجئين وفق بروتوكول 1998، هذا الأخير الذي وقعته الجزائر والجبهة مع الأممالمتحدة والذي يأمرهما بعودة الأطفال والنساء والشيوخ إلى موطنهم الأصلي وإبقاء مليشيات الانفصال لدى الجزائر إلى حين إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، وأيضا يجب أن يشترط المغرب أن تسلم الجبهة الانفصالية جميع أسلحتها للأمم المتحدة، وأن يشارك المغرب في اللجان التي ستباشر عمليات نزع السلاح الخفيف منها والثقيل، وأيضا شرط تطبيق احصاء ساكنة المخيمات المحرومين حتى الآن من اية حقوق كلاجئين… واعتبر أحمد نور الدين أن هذه الجولة التي دشنها دي ميستورا هي وسام على صدر المغرب، وأن المفاوضات بالنسبة له خيار استراتيجي، فهو لا يتبنى الخيار العسكري نهائيا، بينما الجزائر تدعو إلى الحرب. وبالتالي فهذه الجولة هي دعم لموقف المغرب نحو إيجاد حل يضمن للمنطقة استقرارها، كما هي إدانة للموقف الجزائري الذي يدعو لاشتعال فتيل الحرب. وزاد أحمد نور الدين، الخبير في شؤون الصحراء، أن الجزائر سقطت عنها اليوم آخر ورقة التوت التي كانت تستر عورتها الدبلوماسية والسياسية، بعد أن أصبحت معزولة عن القارة الإفريقية، ودليل ذلك هي أنها أصبحت محاصرة عربيا ودوليا.