على الرغم من أن مفهوم web3 ما زال ضبابياً، ورغم الترحيب الكبير الذي حظي به وسط المنادين بنسخة لا مركزية من الإنترنت تعتمد على تقنية بلوكتشين لإنهاء هيمنة عمالقة التكنولوجيا، شكك كبار رواد التكنولوجيا بقدرته على ذلك ووصفوه بالخيالي وغير الواقعي. كان عام 2021 شاهداً على رواج مصطلحات جديدة في عالم التقنية، فإلى جانب NFTs وميتافيرس الذي ارتبطت بمستقبل الإنترنت واستحوذت على انتباه عمالقة التكنولوجيا، خرج لنا مصطلح جديد آخر هو web3 الذي بات يحظى بإهتمام كبير من قبل المهتمين بالتقنية وريادة الأعمال والعملات الرقمية. وعلى الرغم من عدم اتضاح معنى web3 وماهية التقنيات التي ستكون مرتبطة فيه بالمستقبل، فإن الخلاف حول الجيل الجديد من الإنترنت هذا بات يحظى برفض بين أوساط رواد التكنولوجيا وريادة الأعمال، بما في ذلك جاك دورسي وإيلون ماسك الذي أخبر (The Babylon Bee) في وقت سابق أنه "يبدو وكأنه تسويقي أكثر من كونه حقيقة". فيما يعتقد الخبراء أن الإنترنت اليوم يشبه صناعة السيارات في عام 1920، فالإنترنت مثله مثل السيارات في ذلك الوقت، ورغم أنه موجود منذ 20 عاماً، لكنه ما زال غير ناضج ويحتاج إلى تحسينات كبيرة. إذن، هل web3 مجرد لغة برمجة جديدة؟ أم أنه نوع جديد من الإنترنت من شأنه أن يغير عالم التقنية؟ إليكم التفاصيل في هذا التقرير. جذور web3 يرجع سبب تسميته ب web3 إلى الجذور الأولى لولادة الإنترنت قبل 20 عاماً، والتي يطلق عليها web1 نسبة إلى الإصدار الأصلي الأولي من من الإنترنت الذي كان يتيح لك تصفح مواقع GeoCities أو لعب ألعاب المستعرض المبنية على Flash. والذي كان في الأساس بمثابة العصر الحجري للأنترنت. ومنذ عام 2005 شهدنا ظهور جيل جديد من الإنترنت سُمي ب web2، والذي ظهر فعلياً بالتزامن مع نمو محركات البحث مثل غوغل ومنصات التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك وكل شيء آخر موجود على شبكة الإنترنت اليوم. وتقوم فكرة web 2 على أن تكون البيانات والمحتوى مركزيان بيد مجموعة صغيرة من عمالقة التكنولوجيا الذين يشار إليهم أحياناً باسم Big Tech. وتعود الجذور الأولى لصياغة مصطلح web3 إلى عام 2014 من قبل جافين وود المؤسس المشارك لشركة Ethereum Gavin Wood، والتي اكتسبت فكرته هذه اهتماماً كبيراً في عام 2021 من عشاق العملات المشفرة وشركات التكنولوجيا الكبيرة وشركات رأس المال الاستثماري. ما المقصود ب web3؟ يشير مصطلح web3 إلى نسخة جديدة من الإنترنت التي تعتمد على تقنية البلوكتشين اللامركزية التي تستند إليها العملات الرقمية مثل بيتكوين وغيرها والأصول الرقمية الفريدة NFTs. ويقول القائمون على هذه التقنية أنهم يمنحون المستخدمين القدرة على السيطرة على بياناتهم في مواجهة سيطرة الشركات العملاقة الآن مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وآبل وغيرها، مما يحافظ أكثر على خصوصية المستخدمين أو الأفراد. فيما سيتيح web3 إمكانية استخدام التقنيات غير المركزية مثل تقنية البلوكتشين Blockchain لتشغيل خدمات شبكة الإنترنت التي نعتمد عليها الآن، إذ سيسمح web3 للمواقع والخدمات بالوجود عبر شبكات الكمبيوتر اللامركزية والاعتماد على تقنية البلوكتشين للتحقق من صحة بيانات المستخدم. إلا أن الكثيرين يرون أن web3 ليست نسخة جديدة من شبكة الإنترنت، ولكنه مصطلح تسويقي جذاب بهدف إقناع المستخدمين بأن المصطلح يمثل مستقبل الإنترنت الذي لا يجب تفويته، وهو ما جعل العديد من الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار تضخ مبالغ ضخمة بالفعل لتحقيق هذا المفهوم أو هذه الفكرة web3. web3.. مستقبل الإنترنت اللامركزي تكمن الفكرة وراء web3 إلى إنشاء شبكة إنترنت وتطبيقات لامركزية، بحيث يمكن للمستخدمين نقل بياناتهم من خدمة إلى أخرى دون اعتراضها من أسوار الشركات الكبرى التي تُسيطر على الإنترنت تقريباً. ويلغي ال web3 فكرة المركزية تماماً، وذلك من خلال توفير شبكة إنترنت وتطبيقات لامركزية تعرف باسم DApps تُرفع وتُحمّل على شبكات وسيطة لا مركزية مثل Ethereum، ومن المفترض أن يدير هذه الشبكات الوسيطة أشخاص موثوقون ومنظمون بدلاً من شركات عملاقة تحتكر المجال وتجمع بيانات المستخدمين وتبيعها للمعلنين. ولهذا نجد مصطلح ال web3 يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقنية البلوكتشين والعملات المشفرة، وهذا لأن معظم هذه البروتوكولات تتضمن عملات رقمية بالفعل. كما وأن المطورين لهذه التقنية يتقاضون مقابل خدمات التحكم والتخزين والاستضافة بالعملات الرقمية. لماذا هناك من يعارض فكرة ال web3؟ في الحقيقة web3 ليس إصداراً جديداً من الإنترنت سنضطر إلى حزم أمتعتنا والانتقال إليه، إنما هو نمو للإنترنت المستخدم حالياً، ولهذا نجد من صاغ المصطلح قد أزالوا المسافة والنقاط في Web 3.0 والحروف الكبيرة أيضاً وكتفوا بكتابته بهذا الشكل web3، وذلك لترويج المصطلح على أنه مفهوم جديد لخدمات الويب وليس إصداراً جديداً منه. ورغم أن كل رواد التكنولوجيا مثل جاك دورسي مؤسس تويتر وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا من أكبر الداعمين للعملات الرقمية، إلا أنهم يتصدرون قائمة المعارضين لمفهوم web3، ويرون أنه خيالي وغير حقيقي. من جانبه كتب إيلون ماسك في تغريدة له: "تُرى كيف سيصبح المستقبل بالنسبة للواقع غير المعقول الذي نعيش فيه؟" وأضاف: "لا أعتقد أن Web3 حقيقة، هي كلمة أقرب للخيال منها للواقع الآن، تُرى كيف سيصبح المستقبل خلال 10 أو 20 أو 30 سنة المقبلة؟ يبدو أنه سيبهرنا!". وغرد دورسي يوم 21 ديسمبر الماضي على تويتر كاتباً: "سيكون web3 مركزياً ويتحكم به مجموعة من الأشخاص في النهاية". وتابع: "نحن نعرف ما ستؤول إليه الأمور...". المصدر: TRT عربي.