هوية بريس – الأربعاء 20 يناير 2016 غالب الشباب المغربي اليوم يبحث عن طريقة للحلال يعف بها نفسه، ويهرب بها عن الشارع الذي أصبح فيه الحرام أقرب وأسهل من أي شيء آخر، بل أصبح يعرض عرضاً في كثير من المدن المغربية أمام دوريات الشرطة!! والكل يعرف مكان اللحم الأبيض الذي يُسوق له بطريقة حيوانية، وكيفية الوصول إليه، وبأثمنة في متناول الكل، وبعض الأحيان ب"بلاش"؛ ناهيك عن الحرام الإلكتروني والذي يكفي فيه الاتصال بالنت فقط، "وقلب مع راسك"، ويمكنك نسج علاقة متكاملة الأركان فقط من وراء الشاشات، مع صديقة الدراسة أو باحثة عن المتعة، أو حتى بنت الجيران في غياب التربية. ومع كل هذا، عوض أن تتبنى الدولة في إطار ما تؤمن به من مبادئ، وفي إطار ما صوت عليه الملك ومن بعده الشعب المغربي، على الدستور الذي يضع الإسلام دين الدولة الرسمي، وفي إطار ما ينص عليه الإسلام أن الزنا كبيرة من الكبائر بنص الوحيين قرآنا وسنة، وبمختلف مذاهبه، وأن الزواج وتسهيله وتيسيره هو الأصل.. ظهرت أساليب جديدة ومنحطة لتسهيل الحرام (الرذيلة) وبشكل يريدون تجميله للشباب.. بحيث يمكنك أن تدخل إلى Avito مثلا وستجد عروضا لشقق على البحر وبأثمنة جيدة، يعرضها أصحابها فقط كما يكتبون للكوبلات الذين يريدون أن يعيشوا أجواء رومانسية ماتعة.. الكوبلات من غير عقد ولا حالة مدنية وبلا رقابة!! لا رقابة الأسرة، لا رقابة الدولة، لا رقابة المؤسسات الدينية، لا رقابة جمعيات المجتمع المدني!!.. يعني إن تم التطبيع مع هذه المرحلة من تاريخ المغرب فلن تتفاجأوا غدا بتقنين الزنا، ولن يعاقب القانون على هذا الجرم العظيم الذي تختلط فيه الأعراض والأنساب، ويمحق الله به البركة، ويحل غضب الله.. وربما بنتك التي تحمل نسبك سيعاقبك القانون إن أنت تدخلت في علاقاتها المحرمة والتي غالبا لا تتكلل إلا بالمصائب و"الصداع".. المسألة ليست مسألة حريات، و"كلا يديها فراسو"، بقدر ما هي مسألة مجتمع تهدم قيمه ومبادئه .. لنعلم جيدا أن هناك دينا يؤطرنا وينظم ويقيد علاقاتنا وسلوكياتنا، وفي الحديث الصحيح، (ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله).. الله يلطف بنا!