هوية بريس- متابعة يبدو أن مباراة ربع النهائي التي جمعت المنتخبين المغربي والجزائري في تنافسيات كأس العرب، والتي انتهت بفوز الأخير بضربات الترجيح، كانت ذات دلالات تتجاوز الرياضة بالنسبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وأثبتت هذه الفرضية الطريقة التي هنأ بها تبون فوز منتخب بلاده على منتخب قطر في دور نصف النهائي، وهي الطريقة التي كانت أقل حرارة من سابقتها التي تلت فوز المنتخب الجزائري على نظيره المغربي في دور الربع. وحيث اكتفى تبون، عقب فوز منتخب بلاده على منتخب قطر، بالقول: "مبروك للأبطال التأهل للنهائي"؛ فقد أعطى فوز المنتخب الجزائري على المنتخب المغربي حمولة سياسية أشد حرارة، وذلك بقوله عقب هذا الفوز: "مليون ونصف مليون مبروك يا أبطال"، إشارة منه إلى عدد شهداء الجزائر الذين قضوا نحبهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي. واستغرب متابعون تحميل الرئيس الجزائري كل هذه الحمولة لمباراة رياضة المفروض ألا تتحول إلى فضاء لتصريف خلاف سياسي ودبلوماسي له فضاءاته الخاصة به. وقال محللون أن الجزائر تبحث عن أي مناسبة لتأكيد وجودها، ما يؤكد حاجة النظام العسكري الجزائري لتعزيز مشروعيته المضطربة بأي حدث مهما قل شأنه، وهو ما يؤكد أيضا التعويض عن خسائر دبلوماسية وسياسية تكبدها هذا النظام في الفضاءات الحقيقية لإظهار الحنكة السياسية والدبلوماسية.