بعد ستة أشهر في المدار، غادر رائد الفضاء الفرنسي توما بيسكيه وزملاؤه الثلاثة محطة الفضاء الدولية للعودة إلى الأرض الاثنين 11/09، في رحلة محفوفة بالأخطار في مركبة فضائية يفترض أن تهبط قبالة فلوريدا. وأمضى رائد الفضاء البالغ من العمر 43 عاما قرابة 200 يوم في المدار في مهمته الثانية في الفضاء. وغرّد بيسكيه الذي منح الملايين من الأشخاص لمحة عن الحياة في المدار من خلال منشوراته الوفيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، "ما زال الأمر يشبه إلى حد ما حلم اليقظة". وأضاف "أشعر بالفخر لتمثيل فرنسا مجددا في الفضاء!". وفي تغريدة أخرى كتب "القمر في المرة المقبلة؟". ويعود توما بيسكيه مع الرواد الآخرين الذين شاركوا في مهمة كرو-2، وهم الياباني أكيهيكو هوشيدي والأميركيان شاين كيمبرو وميغن ماك آرثر. وفي كبسولة دراغون التابعة لشركة سبايس إكس الفضائية، سيحمل أيضا 240 كيلوغراما من المعدات والتجارب العلمية التي عمل عليها رواد الفضاء الأربعة لمدة ستة أشهر، في هذا المختبر الطائر. وستتم رحلة العودة إلى الأرض على مراحل. وانطلقت كبسولة دراغون من محطة الفضاء الدولية عند الساعة 19,05 بتوقيت غرينتش كما كان مقررا. وبعد ذلك، ستبدأ دراغون رحلة تستغرق ساعات عدة مع احتمال تغير مدة الرحلة بشكل كبير وفقا للمسار. وبعد دخولها الغلاف الجوي، ستهبط المركبة قبالة فلوريدا عند الساعة 03,33 بتوقيت غرينتش يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر، عند الفجر في فرنسا. هبوط أول وعملية الهبوط هذه التي يبدو أنها ستشهد ارتجاجات شديدة، هي الأولى لرائد الفضاء الفرنسي. وخلال مهمته السابقة في 2016-2017، هبط في سهوب كازاخستانية بمركبة سويوز الروسية. وبمجرد أن تصطدم الكبسولة بسطح البحر، ستطفو وستبدأ عملية انتشال الطاقم بأسرع ما يمكن بسفن متمركزة في مكان قريب. وبعدها، ستنقل طائرة هليكوبتر رواد الفضاء إلى اليابسة حيث سيستقلون طائرة إلى مركز الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في هيوستن في ولاية تكساس الاميركية. سيخضع توما بيسكيه لفحوص طبية سريعة هناك قبل السفر إلى كولونيا الألمانية حيث المركز الأوروبي لرواد الفضاء. ومدى ثلاثة أسابيع، سيخضع بيسكيه لمجموعة من الاختبارات العلمية لكنها لن تمنعه من رؤية المقربين منه. وكرو-2 هي المهمة الثانية المنتظمة التي تقدمها شركة سبايس إكس التي يملكها إلون ماسك لصالح "ناسا". وهذا الأمر سمح للوكالة الأميركية باستئناف الرحلات الفضائية من الأراضي الأميركية بعد توقف مكوكاتها في العام 2011. ويعود طاقمها إلى الأرض قبل وصول فريقها الجديد إلى محطة الفضاء الدولية المؤلف من أربعة رواد فضاء في مهمة كرو-3 والذي تأخرت عملية إقلاعهم في صاروخ من طراز فالكون 9″ من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا مرات عدة بسبب رداءة الطقس خصوصا. وفي تلك الفترة الفاصلة، لن تكون محطة الفضاء غير مأهولة، إذ سيبقى فيها روسيان وأميركي. ويشارك 16 بلدا في تمويل محطة الفضاء الدولية التي وضعت في المدار سنة 1998 وكلفت في المجموع 100 مليار دولار مولت الجزء الأكبر منها روسيا والولايات المتحدة. ويدور هذا المختبر الذي يبلغ وزنه 450 طنا حول الأرض على ارتفاع 400 ألف متر. ويتم دورة كاملة حولها كل تسعين دقيقة، ليشهد الرواد المقيمون فيه شروقا وغروبا للشمس مرة كل 45 دقيقة. المصدر: مونت كارلو الدولية.