شكل التزام الفاعلين الاقتصاديين المغاربة في التحول منخفض الكربون والمرن في مواجهة تغير المناخ، محور لقاء نظمته اليوم الثلاثاء بالرباط، مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب وسفارة المملكة المتحدة في المغرب الممثلة لرئاسة مؤتمر الأطراف (كوب 26). ويعتبر هذا اللقاء استمرارا لالتزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وتماشيا مع السياسة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصالح المناخ والتنمية المستدامة. وقد كان هذا الالتزام في صميم الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف المنعقدة في مراكش سنة 2016. وأبرز السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، في كلمة بهذه المناسبة، أنه "بفضل الرؤية الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبح خفض انبعاث الكربون ميزة كبيرة تتيح للصناعة المغربية تحقيق مكاسب مهمة في التنافسية وتمكنها من التنافس مع أكثر القواعد الصناعية تكاملا في العالم". وأضاف أن خفض انبعاث الكربون لن يضمن فقط وصول صادراتنا إلى الأسواق الخارجية، وخاصة في أوروبا، بعد فرض ضرائب الكربون، بل سيسمح لنا أيضا، في ظل أزمة كورونا، بتطوير حصصنا بشكل كبير في أسواق البلدان التي اختارت نقل مصادر جديدة للإمداد إلى البلدان المجاورة والموثوقة. من جهتها أكدت السيدة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن استراتيجية خفض انبعاث الكربون التي تم تطويرها مؤخرا، ستوفر العديد من الفرص للمغرب في سياق الانتعاش ما بعد جائحة كوفيد 19، ولاسيما في ما يتعلق بتنمية الطاقات المتجددة. وأشارت إلى أن المغرب سيكون حاضرا في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين بوفد مهم يتكون من ممثلين عن القطاعين العام والخاص، والمنظمات البحثية والمنظمات غير الحكومية، من أجل تعزيز ريادة المملكة، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف إبراز النموذج المغربي في مجال التحول الطاقي والبيئي، ومواصلة النهوض بالمبادرات المغربية المتخذة منذ مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين بمراكش، وجذب استثمارات أجنبية جديدة. وأبرز السيد شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، من جانبه، أن "خفض انبعاث الكربون هو إحدى الأولويات العشر التي حددها الاتحاد العام لمقاولات المغرب في كتابه الأبيض، الذي يتضمن تدابير ملموسة لتنفيذ النموذج التنموي الجديد. وأضاف أن خفض انبعاث الكربون يمثل رهانا يتعين على المقاولة التعامل معه من منظور التنافسية، وليس وفق مقاربة ظرفية، بالنظر إلى الفرص المتعددة التي يتيحها، مبرزا أن الشركات المغربية تنخرط أكثر فأكثر في هذه الدينامية. ومن جهة أخرى، أبرز سفير المملكة المتحدة في المغرب، السيد سيمون مارتن، "السجل الطويل للعمل المناخي المنجز من قبل الحكومة والمجتمع المغربيين، فضلا عن ضرورة الإسراع والانضمام إلى الجهد العالمي المبذول من أجل مستقبل يتميز بخفض الانبعاثات الكربونية. وقد شهد هذا اللقاء، الذي انعقد حضوريا وعن بعد، مشاركة المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني للتجارة في المغرب وتونس، الدكتور أندرو موريسون، وكذا ممثلي بعض المقاولات المغربية الرائدة في قطاعات الصناعة والنقل والفلاحة.