هوية بريس- محمد زاوي كتب الناشط في مجال الدفاع عن اللغة العربية عبد العلي الودغيري مقالا يتهم فيه الغرب بنهب التراث العلمي للعرب والمسلمين. وقال، في ذات المقال الذي نشره على صفحته ب"فيسبوك"، أن "خزائن الكتب في أوروبا (بريطانيا، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، الفاتيكان، هولندا، ألمانيا…الخ) والولايات المتحدة، تزخر بآلاف المخطوطات العربية في مختلف العلوم والفنون والآداب وشتى التخصّصات النظرية والتطبيقية، كان أكثرها قد نُهِب وهُرِّب بطريقة أو أخرى من العالم العربي الإسلامي على فترات ولاسيما في فترة الاحتلال". وأضاف: "وساهم في عملية النهب لصوص وتجار كتب ومستشرقون وقادةُ حملاتٍ عسكرية كحملة نابوليون على مصر والشام التي جاءت معها بجيش من الخبراء في تاريخ المنطقة، فأحصوا ودرسوا كل شيء فيها، حتى النبات والطير والحيوان، ونقلوا إلى متاحف بلادهم وخزائنها كل تراث الشرق الغني من كتب وتحف وآثار نفيسة. وأما في الغرب، فما تزال مكتبة الأسكوريال التي طبَّقت شهرتُها العالَم، شاهدًا من شواهد التاريخ على أكبر عملية سطو على موروثنا العلمي، فهي مكوَّنة في القسم الأكبر من محتوياتها، من المكتبة الزيدانية الضخمة (نسبة للأمير زيدان بن أحمد المنصور السعدي) التي كانت تعرضت في بداية القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، إلى أكبر عملية اختطاف وسطو في عُرض البحر، شارك فيها قبطان فرنسي وقراصنة إسبان، وانتهت قصتُها الشهيرة بأن وُضعت في دَيْر الإٍسكوريال القريب من مدريد الذي أصبح بعد ذلك قبلة للباحثين عن المخطوطات العربية من كل أنحاء العالَم". وقال الودغيري: "قصة نهب تراثنا العلمي عبر القرون الخمسة الماضية (بدءا من سقوط الأندلس)، قصة مشوِّقة ومثيرة وفيها تفاصيل كثيرة تحتاج أن تُجمع وتُروى، وتوثَّق وتُدرس دراسة علمية مستفيضة، ليعرف العالَم أجمع، والأوروبي على وجه الخصوص، بعضاً مما للمسلمين ولغتهم الجامعة العالِمة من فضل عليه". وتابع: "وقصة نهب التراث العلمي العربي الإسلامي، من جهة أخرى، جاءت بعد قصة ترجمة الكثير من المؤلفات العلمية بدءًا من القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) إلى اللاتينية العلمية (لغة العالَم الأوروبي)، ومنها إلى اللغات المحلية المتفرعة عنها. وعلى أساس حركة الترجمة هاته للعلوم العربية الإسلامية، قامت النهضةُ العلمية والحضارية الأوروبية التي فرضت نفسها على العالَم الحديث". وختم تدوينته بالقول: "ومع كل هذا، يأتي الجاهلون والأقزام من أنصاف المتعلّمين المحسوبين على أمتنا والمتأثرين بالدعايات الغربية الاستعمارية، ليُشيعوا في الناس تلك الخرافة التي تقول: إن اللغة العربية ليست صالحة لتلقين العلوم وتدريسها والتأليف بها !!!".