هوية بريس – عبد الله المصمودي كتب الأستاذ ذ.فؤاد الدكداكي "المتتبع للأسلوب الإداري الذي تدير به وزارة الأوقاف الحقل الديني، يقضي بالعجب، فعلاوة على فرض نمط واحد في التدين، وإقصاء كل صوت مخالف أو ناصح، والتماهي مع كل مشروع ليبرالي مهما كانت درجة استفزازه لمشاعر المغاربة، علاوة على ذلك فإن ورازة الأوقاف منعت آلاف الخطباء والأئمة من ممارسة مهامهم الإصلاحية تحت ذريعة مخالفة الثوابت". وأضاف الخطيب الموقوف قبل سنوات في تدوينة له على حسابه في فيسبوك "هؤلاء العلماء والدعاة وحفظة القرآن الموقوفون لا شك أنه كان لهم دور فعال في تفقيه الناس، وتثقيفهم، وتحصينهم فكريا من الموجات الإلحادية ونزعات التطرف، كما كانوا يسهمون في نشر الأمن الروحي، وترسيخ القيم الإسلامية النبيلة، لكن وزارة الأوقاف ضاقت بهم ذرعا، وحرمتهم من المنابر والمحاريب، كما حرمت الناس منهم، وهؤلاء الموقوفون -وإن شعروا بالظلم- إلا أنهم لم يشقوا عصا الطاعة، ولم يحرضوا ضد الدولة، لكن لما قام جماعة من الأئمة والخطباء ممن وصل بهم القهر إلى منتهاه، فطالبوا بتحسين وضعيتهم الاجتماعية أسوة بباقي القطاعات المهيكلة، وخاضوا في سبيل تحقيق ذلك السبل السلمية المشروعة، والمكفولة في الدستور، قامت قيامة الوزارة فعادت إلى إرثها التليد، وهو التوقيف والتهديد والحرمان، لكن هذه المرة لم تكتف بما سبق، فقد قام الأمن باعتقال أيقونة الحراك الإمام سعيد أبو علي… وأودعته السجن، وحكم عليه بسنتين نافذتين وغرامة مالية قدرها عشرة آلف درهم!!" إنه تطور خطير يهدد هذه الفئة، يتابع ذ.الدكداكي "ويجهز على الحقل الديني، ليصير بيد أناس غير أمناء على هذا الدين". فالقضية يا سادة، حسب الدكداكي "ليست قضية شخص، ولكنه تدشين مشروع خطير في التعامل مع كل صوت يقول: لا، فالجهات الوصية!! تريد من القيمين الدينيين أن يكونوا موظفين يطبقون الإملاءات ويعيدون الخطابات كما يعيدها الشريط من غير زيادة ولا نقصان". مردفا "لذا، فإن الأمر لا يعني الشخص المسجون، أو الأشخاص الموقوفين فقط، بل هذا يعني كل مسلم غيور على دينه يريد أن يسود شرع الله في الأرض، لا أن يحصر في زاوية ضيقة كما يريدون له". وفي الأخير طالب الدكداكي من "أصحاب الأقلام الحرة، والمنابر الإعلامية، والمؤثرين الاجتماعيين، والمدافعين عن الحق من المحاميين والجمعيات المدنية، والبرلمانيين الشرفاء أن يتفاعلوا مع هذا الملف الشائك، وأن يردوا الحقوق إلى أصحابها، لأن الأئمة هم نواب أمير المؤمنين، والساهرون على تأمين الأمن الروحي، فبانهيارهم تنهار المنظومة الدينية".