قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، إن الوضع سيكون مقلقا للغاية في حال وقعت مالي اتفاقا مع مجموعة "فاغنر" الروسية بشأن إرسال مرتزقة إلى أراضيها. وأكدت بارلي في خطاب، الثلاثاء، أمام لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة الدنيا للبرلمان)، إن مثل هذا الاتفاق لن يكون مقلقا للغاية فحسب، "بل سيجعل كل ما أنجزناه على مر السنين وخططنا لإنجازه من أجل دعم دول الساحل (الإفريقي) بلا معنى". من جانبه، شدد وزير الخارجية جان إيف لودريان، في حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية، على أن وجود قوات "فاغنر" في مالي يتعارض مع الوجود الفرنسي في المنطقة. وأضاف: "تدخل مثل هذه المجموعة في مالي يتعارض مع أنشطة شركائها الإقليميين والدوليين". وكانت وكالة رويترز، ذكرت أن الحكومة الانتقالية المشكلة في مالي بعد الانقلاب، والتي يهيمن عليها الجيش، على وشك توقيع اتفاق مع مجموعة "فاغنر" الروسية ينص على تدريب الجيش وحماية كبار المسؤولين في البلاد. وأشارت إلى أن نحو ألف مرتزق يمكن أن يتوجهوا إلى مالي، مقابل دفع مبلغ 10.8 ملايين دولار شهريا. وحتى لو أعلنت وزارة الدفاع في مالي أنها ليست على علم بمثل هذا الاتفاق، لكنها منفتحة على المحادثات مع الجميع، فإن ذلك سيضع وجود فرنسا بالمنطقة في موقف صعب. وانقطعت العلاقات بين فرنساومالي منذ الإطاحة بإدارة إبراهيم أبو بكر كيتا في غشت 2020، وعلقت فرنسا عملياتها العسكرية في البلاد لفترة من الزمن. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستنهي عملية "برخان" في مالي بالربع الأول من 2022، لكنه أكد أنها لن تنسحب من المنطقة. * فاغنر "الخط الأحمر" الفرنسي من المعلوم أن وصول المرتزقة الروس إلى مالي سيكون "خطا أحمر" بالنسبة لباريس، وفي مثل هذه الحالة فإنه من الممكن لفرنسا نقل قواتها إلى دولة النيجر المجاورة. ويعمل مرتزقة "فاغنر" الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق، من أجل تدريب الجيوش المحلية وحماية الشخصيات المهمة ومحاربة المتمردين أو الجماعات الإرهابية وحماية مناجم الذهب والماس واليورانيوم في النقاط الساخنة. وأطلقت فرنسا مطلع 2013، عملية "سيرفال" العسكرية في مالي، وتلتها عملية "برخان" في الأول من أغسطس 2014. يشار أن عملية "برخان" العسكرية يشارك فيها أكثر من 5 آلاف جندي فرنسي، وفقا للأناضول.