بدأت، الأربعاء، محاكمة 20 متهما في هجمات نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس، في مقدمتهم الناجي الوحيد من منفذي الهجوم، صلاح عبد السلام. وأفادت قناة "فرانس 24" الحكومية أن عبد السلام (31 عاما) سيقبع في قفص الاتهام مع 13 متهما آخرين، بينما يحاكم 6 آخرون غيابيا، فيما وصفتها بأنها "أكبر محاكمة في تاريخ فرنسا الحديث". وفي حالة إثبات إدانتهم، سيواجه 12 من أصل 20 متهما قيد المحاكمة، بينهم عبد السلام، أحكاما بالسجن مدى الحياة. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة 9 أشهر، حتى مايو 2022، مع 145 يوما من جلسات الاستماع المقررة، التي تضم حوالي 330 محاما، و300 ضحية، وشهادة الرئيس السابق فرانسوا هولاند في نوفمبر المقبل. وأغلقت السلطات المنطقة المحيطة بالمحكمة، كما قام رجال الشرطة برفقة الكلاب بدورية قبل بدء الإجراءات في الساعة 10:30 بتوقيت غيرينتش. وتمكن عبد السلام، الذي وولد في بلجيكا لكنه يحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، من الفرار من موقع الهجمات، بعد أن تخلى عن حزامه الناسف الذي كشف المحققون لاحقا أنه معيب. وتم إلقاء القبض عليه بعد 4 أشهر في بروكسل، مختبئا في مبنى قريب من منزل عائلته. ورفض عبد السلام التعاون مع المحققين الفرنسيين، والتزم الصمت إلى حد كبير طوال محاكمة منفصلة في بلجيكا عام 2018. ويواجه 14 من المتهمين تهما متعددة، بينها تقديم الدعم اللوجستي لمنفذي الهجوم، والتخطيط للهجمات. وفي 13 نوفمبر 2015، شهدت باريس سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي واحتجاز وقتل رهائن في مسرح "باتاكلان"، وكذلك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب بضاحية باريس الشمالية الذي كان يشهد مباراة كرة قدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، بحضور الرئيس السابق فرانسوا أولاند. كما شهدت باريس في هذا اليوم تفجيرا انتحاريا آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، وخلفت تلك الهجمات 130 قتيلا و400 جريح، وفقا للأناضول.