في الذكرى الرابعة لبدء هجرة الروهنغيا من ميانمار في 25 غشت، يقول ناشطون حقوقيون ومحللون إن تعليم اللاجئين بلغتهم الأم ومساعدتهم على ممارسة ثقافتهم من النقاط الرئيسية لتسهيل إعادة توطين ودمج الأقلية المضطهدة. ويؤكد الناشطون على أهمية ممارسة الثقافة وتعلم اللغة والحفاظ على تاريخ الروهنغيا اللاجئين في بنغلاديش، بما في ذلك سرد حقائق الإبادة الجماعية التي وقعت في أغسطس 2017. وتماشيا مع ملاحظات الخبراء وقلق حكومة بنغلاديش، بدأت وكالات الأممالمتحدة وجماعات حقوق الإنسان في تسهيل هذه المبادرات من خلال العمل بشكل رسمي وغير رسمي في مخيمات اللاجئين جنوبي بنغلاديش. وتستضيف بنغلاديش أكثر من مليون من الروهنغيا في مخيمات اللاجئين بمنطقة "كوكس بازار" في أعقاب الحملة القمعية التي شنها جيش ميانمار قبل أربعة أعوام. كما أنشأت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) جنبا إلى جنب مع مجتمع الروهنغيا في "كوكس بازار" مؤخرا، "مركز الذاكرة الثقافية" من أجل الحفاظ على تراث مسلمي الروهنغيا. ويوفر المركز مساحة مجتمعية عبر الإنترنت، ومعرضا تفاعليا، وأرشيفا رقميا للمصنوعات اليدوية الثقافية والأعمال الفنية التي تم إنتاجها من قبل فنانين من اللاجئين الروهنغيا. ويعتبر المركز واحد من أولى المحاولات المهمة للتوثيق الشامل والحفاظ على تراث الروهنغيا من ولاية راخين (إقليم أراكان) غربي ميانمار. وفي حديث للأناضول، يقول مؤسس "جمعية شباب الروهنغيا" ومقرها بنغلاديش، خين ماونغ، إن مركز الذاكرة الثقافية سيلم الروهنغيا للعودة إلى وطنهم ميانمار. ويضيف: "مثل هذه المبادرات تبقي الروهنغيا على اتصال بتاريخنا وثقافتنا، فالثقافة تعتمد على التاريخ والدين والسلوك التقليدي، لذلك يجب على وكالات الأممالمتحدة وغيرها إجراء مناقشات مع المثقفين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين؛ من أجل الحفاظ على تاريخ ما واجهناه في راخين". وفي السياق، يقول ناي سان لوين، الشريك المؤسس ل"تحالف الروهنغيا الحر" (منظمة مدنية): "نظرا لأننا نُتهم دائما من قبل الحكومة والجيش وشعب ميانمار بأننا مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش، يجب على كل روهنغي أن يتعلم تاريخه". ويشير لوين إلى أن زملاءه من الروهنغيا "موجودون في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش منذ 4 سنوات حتى الآن، ويكبر الأطفال دون تعليم رسمي، كما أن الشباب ليس لديهم فرصة للالتحاق بالجامعات أو الكليات". وشدد على أن "التعليم باللغة الأم مهم للغاية، ويجب على المنظمات الدولية الموجودة في المخيمات مساعدة الشباب والمعلمين للحصول على منهج دراسي بلغة الروهنغيا". ** الثقافة المحلية بدوره، يشدد محلل السياسة الخارجية أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دكا، امتياز أحمد، على أن "ممارسة الروهنغيا لثقافتهم وتعليمهم في إطار المنهج التعليمي في ميانمار يجب أن يكون من بين النقاط الرئيسية التي تركز عليها بنغلاديش، حيث تعمل على إعادتهم إلى وطنهم". ويحذر أحمد من أن عدم تلقي الروهنغيا تعليم بلغتهم الخاصة وافتقارهم إلى المعرفة التاريخية "سيؤثر على عملية إعادة دمجهم بعد إعادتهم إلى وطنهم ميانمار". ويضيف أن حكومة بنغلاديش على دراية بهذه المشكلة، لذلك ركزت بالفعل على تعليم الروهنغيا من خلال منهج ميانمار، كما نقلته إلى الأممالمتحدة. وبهذا الخصوص، قال وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن، إن بلاده ترحب بمبادرة تعليم أطفال الروهنغيا الذين تم إيواؤهم في البلاد. وأكد أن ذلك يجب أن يتم بلغة الروهنغيا، وبموجب منهج ميانمار، حتى يسهل إعادة دمجهم في وطنهم بمجرد عودتهم. وفي السياق، أفاد مفوض إغاثة اللاجئين والعودة إلى الوطن في بنغلاديش، شاه رضوان حياة، أن هناك مبادرات من مجموعات مختلفة في مخيمات "كوكس بازار" لإبقاء شعب الروهنغيا على اتصال بثقافتهم وتاريخهم ولغتهم. وأضاف: "من أجل نفس الهدف، يتلقى أطفال الروهنغيا تعليما غير رسميا في مخيمات اللاجئين بلغتهم الخاصة". وشدد على ضرورة توسيع نطاق تعليم الروهنغيا في إطار منهج ميانمار، لتسهيل العودة الدائمة وإعادة دمجهم في ميانمار. وتعمل بنغلاديش على نقل مئة ألف لاجئ من مسلمي الروهنغيا من المخيمات المكتظة في "كوكس بازار" إلى جزيرة "بهاسان شار" النائية في خليج البنغال. ومنذ 25 غشت 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهنغيا في أراكان، أسفرت عن مقتل آلاف الروهنغيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأممالمتحدة. وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأممالمتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم". المصدر: وكالة الأناضول.