اعتبر خبراء أن "الإعادة القسرية" للاجئي الروهنيغا من ميانمار إلى بنغلاديش دون توفير الحماية الدولية لهم بمثابة "جريمة ضد الإنسانية". ورغم تأجج الخوف بين المجتمع الدولي ومنظماته، بدء من الصليب الأحمر حتى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، بدأت اليوم الخميس، عملية إعادة ألفين و200 لاجئ من الروهنغيا، بموجب اتفاق مشترك بين بنغلاديش وميانمار. من جهته، قال روبرت مارديني، منسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ميانمار، إن "المنظمة مازالت تعتقد أن الظروف (في ميانمار) ليست مناسبة للعودة الطوعية، والآمنة، والكريمة لعودة لاجئي الروهنغيا". وأضاف في تصريحات صحفية أنه لا يوجد شخص يمكنه الجزم بأن الوضع الأمني في إقليم أراكان (راخين) "جيد لدرجة تسمح بالعودة الآمنة للأشخاص (الروهنغيا)". وأمس، قامت السلطات البنغالية بنقل 150 من لاجئي الروهنغيا دون إرادتهم على ما بدا، إلى معسكر "انتقالي مؤقت" على الحدود البنغالية. وبموجب الخطة المشتركة مع السلطات الميانمارية، سيتم إعادة دفعة أولية قوامها ألفين و200 لاجئ من الروهنغيا إلى ميانمار. وكان هؤلاء اللاجئون قد نجوا من الإبادة الجماعية التي مارستها سلطات ميانمار ضد الروهنغيا، التي وصفتها الأممالمتحدة بأنها "الأقلية الدينية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم". ورأى خبراء دوليون أن خطة إعادة الروهنغيا إلى ميانمار "تصل وفق القانون الدولي إلى مصاف الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية". ** الإبادة الجماعية مستمرة في ميانمار بدورها قالت دورين تشين، منسقة القانون الدولي في تحالف "الروهنغيا الحر"، إنه "من غير المعقول إعادة الروهنغيا إلى ميانمار في هذا الوقت، على خلفية الظروف التي قد يواجهها الروهنغيا في حالة عودتهم إلى ميانمار". وأضافت: "الأمر أبعد مما ذكرت، إعادة الروهنغيا لا ينتهك فقط مبدأ القانون الدولي المتمثل في عدم الإعادة القسرية، بل ترقى إلى كونها جريمة ضد الإنسانية". وفي 24 أكتوبر الماضي، أبلغ رئيس بعثة تقصي الحقائق في الأممالمتحدة والمدعي العام السابق لإندونيسيا مرزوقي داروسمان، مجلس الأمن رسميا، وبشكل قاطع بأن الإبادة الجماعية في ميانمار لازالت مستمرة". وحسب مسؤولين بوزارة الخارجية الألمانية، يوجد 120 ألف من الروهنغيا في "معسكرات اعتقال" منذ اندلاع أعمال العنف ضد مسلمي الروهنغيا في ميانمار عام 2012. وأمس، داهمت قوات أرسلها الجيش البنغالي، مخيمات لاجئي الروهنغيا في مدينة كوكس بازار الحدودية في بنغلاديش، بالتزامن مع بدء انطلاق عملية إعادة اللاجئين الروهنغيا إلى ميانمار. وتشير تقارير إعلامية، تفرض عدد من الحكومات الآسيوية كالصين والهند ضغوطات على بنغلاديش لإعادة لاجئي الروهنغيا المتواجدين على أرضها ويبلغ عددهم نحو مليون شخص. يشار أنه منذ غشت 2017، أسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في إقليم "أراكان"، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء نحو 826 ألفا إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأممالمتحدة، وفقا للأناضول.