كشف المخترع المغربي رشيد اليزمي أنه تمكن رفقة باحثين بشركته من تحقيق رقم قياسي عالمي في مجال شحن بطاريات الليثيوم. وأوضح اليزمي أنه تمكن من شحن بطارية من آيون اللثيوم من صفر إلى نسبة مئة بالمئة في ظرف عشر دقائق دون أن تتجاوز درجة حرارتها 50 درجة مئوية. وأكد العالم في حوار خص به "سكاي نيوز عربية" أنه يعتقد أن هذا الإنجاز يشكل سابقة ورقما قياسيا عالميا، مضيفا أن "الشركات العالمية، بما فيها "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية، لا تستطيع شحن البطاريات في أقل من ساعة". طريقة شحن "ثورية" كشف العالم المغربي الحاصل على أزيد من 100 براءة اختراع و200 إصدار علمي، اعتماده على تقنيات جديدة في شحن البطارية، تُمكن من ملئها بالطاقة في زمن قياسي. وأفاد في تصريح حصري ل"سكاي نيوز عربية" أنه خرج من النمط التقليدي في الشحن وأضاف تحسينات وطرقا جديدة قد تغير الصناعة العالمية في مجال الطاقة. وقال: "عوض الاعتماد على التيار المستقيم، الذي لا تتغير وتيرته في الشحن، أدخلنا برنامجا يعتمد على خواريزميات تضبط إيقاع الشحن وتتحكم في منسوب الكهرباء الذي يدخل إلى البطارية، أو ما يسمى بالجهد الكهربائي". وتابع الأستاذ الزائر بجامعة كاليفورنيا الأميركية للتكنولوجيا قائلا: "الجهد الكهربائي لبطاريات الليثيوم يتراوح بين 3,6 و 4,2 ڤولط. وما يحدث عند شحن البطارية هو أن الجهد الكهربائي أو الفولطاج، يأخد منحى متصاعدا باستمرار دون نزول". عالم الفيزياء المغربي استرسل قائلا: "التغيير الذي أحدثناه، هو أننا أصبحنا نتحكم في سرعة الجهد الكهربائي، فعوض أن يبقى تصاعديا إلى نهاية الشحن، أصبحنا نتحكم فيه". وساق اليزمي مثالا في هذا السياق مشبها شحن البطارية بالطريقة التقليدية، بالصعود في السلالم أو مرتفَع؛ فالصعود المستمر يتعب الجسم ويؤدي إلى ارتفاع حرارته، وهذا بالضبط ما يحدث مع البطاريات التي ترتفع حرارتها أثناء الشحن. من هذا المنطلق، يقول اليزمي: "استطعنا تغيير طريقة شحن البطارية، وتخفيض المدة الزمنية التي تلزم لملئها بالكهرباء. وبهذا نكون قد حطمنا الرقم القياسي العالمي الذي لا زال مستقرا في ساعة، وأحدثنا ثورة في تخزين الطاقة الكهربائية عن طريق دراسة التيار والتحكم في الجهد الكهربائي. وذلك مكننا من تقليص زمن الشحن إلى 30 دقيقة إلى 20، ثم إلى عشر دقائق". "فنجان قهوة" الغرض من هذا التطوير لسعة البطاريات وسرعة شحنها، هو الانتصار للطاقات "الصديقة للبيئة". وقد بدأ ابن مدينة فاس هذا الرهان منذ أزيد من عقد من الزمن. ويطمح اليزمي إلى شحن بطارية السيارات الكهربائية في مدة زمنية وجيزة، مع ضمان السير على مسافة ما بين 250 و 400 كيلومترا دون الحاجة إلى التوقف لإعادة تزويدها، وهي المسافة المعمول بها حاليا في معظم السيارات الكهربائية، بما فيها عربات إيلون ماسك الشهيرة. ويقول اليزمي الذي ترشح لنيل جائزة نوبل للكيمياء سنة 2019، أن غايته هي أن يتوقف سائق السيارة الكهربائية في باحة الاستراحة، ويقوم بشحن سيارته وهاتفه بنسبة مئة في المئة أثناء ارتشاف فنجان قهوة، في أقل من عشر دقائق. العالم المغربي لم يُخفِ في حديثه مع "سكاي نيوز عربية" أن عددا من الشركات اتصلت به فور الإعلان عن هذا الاختراع الجديد، معربا عن أمله في تسويقه خلال الأشهر القليلة المقبلة، لأنه سيشكل طفرة في عالم السيارات والهواتف. وتجدر الإشارة إلى أن اليزمي سطع نجمه منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، عندما عمل على تطوير بطاريات الليثيوم وجعلها لأول مرة قابلة للشحن، وهو ما شكل مقدمة لتطور علمي وصناعي كبير في المجال التكنولوجي عرفه العالم لاحقا. وقبل نحو ست سنوات من الآن، اخترع العالم اليزمي شريحة من الليثيوم تعتبر حاليا من مكونات بطاريات الهواتف النقالة الأساسية، ما جعله ضمن أهم عشر شخصيات مسلمة في العام 2015. مركز للتميز بفاس للاستفادة من خبرة العالم المغربي رشيد اليزمي العالمية وتقاسم تجاربه مع الباحثين المغاربة، تم إنشاء مركز للتميز في مجال البطاريات بالجامعة الخاصة لمدينة فاس، في الثاني من شهر يوليو الجاري، بحضور نخبة من الباحثين والجامعيين المغاربة، وتم تعيين المخترع المغربي المرموق، اليزمي على رأسه. وتتطلع هذه البنية الجديدة، إلى الانخراط في أبحاث متقدمة في مجال البطاريات الذكية للمستقبل وإنجاز دراسات واستشارات وتجارب حول البطاريات لفائدة الشركاء الصناعيين والدخول في شراكات أكاديمية وصناعية على الصعيدين الوطني والدولي. كما ينكب المركز على تكوين المهندسين وباحثي الدكتوراه وتنظيم فعاليات وندوات وأيام أبواب مفتوحة حول الطاقات المتجددة. وثمن رئيس المجلس العلمي للجامعة، رشيد اليزمي، أهمية مركز التميز حول البطاريات، معربا عن أمله في أن تكون هذه البنية الجديدة نموذجا لتميز البحث المغربي في مجال الطاقة والبطاريات. كما دعا اليزمي مهندسي المستقبل إلى الانخراط في المبادرات المقاولاتية من أجل تسريع التنمية السوسيو اقتصادية للمغرب وتعزيز التنافسية في هذا المجال.