رب ضارة نافعة، ويبدو أن توتر الوضع في فلسطين سواء في القدس أو في قطاع غزة من شأنه أن يلقي بظلاله على مسلسل التطبيع الذي تحرص سلطات الاحتلال على إنجاحه والتسويق له على أنه أحد أكبر عوامل الحل النهائي للوضع المتوتر في الشرق الأوسط. هذا المسلسل الذي لم تكد الحرب الشعبية عليه تهدأ حتى أتت رياح الوضع بما لا تشتهي السفن. إن توتر الوضع المفاجئ جعل المطبعين العرب يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من ردود أفعال الشعوب لأن أي تصعيد من قبل المقاومة الفلسطينية أو من قبل قوات الاحتلال سيضع الدول المطبعة في مرمى سهام الشعوب، التي لن تقف مكتوفة الأيدي، بل قد تخرج في مظاهرات ومسيرات علاوة على أصوات مواقع التواص الاجتماعي ولن تقف عند حد التنديد بالعدوان الصهيوني، بل قد تضم إلى ذلك التنديد بالتطبيع وبيان أنه خيار خاطئ لأن العرب والمسلمين لن يستسيغوا استمرار العلاقة مع كيان يستضعف الفلسطينين ويتفنن في إذلالهم واحتقارهم ومنعهم من المسجد الأقصى وساحاته والتضييق عليهم. إضافة إلى أنه كيان محتل مستعمر لا شرعية له على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. مع هذا الوضع يرجح أن يجنح الكيان المحتل إلى التهدئة، حفظا لماء وجوه المطبعين، وهذا ما بدت بوادره في الساعات الأخيرة. كما قد تسارع الدول المطبعة للضغط على الكيان الصهيوني دفعا للحرج ومنعا من مواجهة الشعوب وإبعادا لوصف خيانة قضية المسلمين السياسية الأولى، التي هي القضية الفلسطينية. الأيام القادمة ستكشف عبء التطبيع على "إسرائيل" وحرجه على دول التطبيع.