قال موقع Business Insider الأمريكي، أمس السبت إن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد تنتج آثاراً جانبية تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة، ولا تستمر عادة أكثر من بضعة أيام، فضلاً عن أن تلك الآثار عادة ما تظهر خلال مدة تتراوح بين 12 و24 ساعة بعد تلقي اللقاح، وغالباً ما تكون علامة على أن الجسم يبني مناعة ضد الفيروس التاجي. فيما نشر الموقع الأمريكي رسماً بيانياً يوضح نسب الآثار الجانبية الشائعة لكل لقاح بحسب الفئة العمرية، والشركة المصنعة، وما إن كان من جرعة واحدة أو جرعتين، مشيراً إلى أن الآثار الجانبية تكون بين كبار السن أقل من مثيلتها لدى البالغين الأصغر سناً؛ لأن الاستجابة المناعية تضعف تدريجياً مع تقدم العمر. أما في اللقاحات ذات الجرعتين، مثل فايزر وموديرنا، فالجرعة الثانية تزيد من الاستجابة المناعية القائمة، لذلك يشعر الناس عادةً بآثار جانبية أشد بعدها. إذ إن اللقاحات تحفز أجسامنا على إنتاج الأجسام المضادة لفيروس كورونا. ولكن نظراً لأن أجهزتنا المناعية لا يمكنها التمييز بين العدوى الحقيقية والاستجابة التي يسببها اللقاح، فهي تستمر في إفراز مواد كيميائية التهابية لحمايتنا، ولهذا السبب يمكن أن يُصاب الناس بالحمى أو آلام العضلات أو التعب أو الصداع بعد فترة وجيزة من تناول جرعات اللقاح. كما تشير تجارب سريرية إلى أن الآثار الجانبية تكون بشكل عام أكثر وضوحاً بين النساء والشباب، خاصة بعد تناول الجرعة الثانية من اللقاح. اللقاح ذو الآثار الجانبية الأقل حسب خبراء، يُلاحظ أن الآثار الجانبية لجرعة لقاح Johnson & Johnson أخف وأقل من الآثار الجانبية للقاحين الآخرين، نظراً لأنه عبارة عن جرعة واحدة. يشار إلى أنه ظهرت آثار جانبية على ما يقرب من 62% من المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 59 عاماً في تجارب لقاح Johnson & Johnson، مقارنة ب 45% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق. هذه النسب قريبة إلى حد ما من نسب الآثار الجانبية المسجلة بعد تناول جرعة واحدة من لقاح موديرنا: إذ أصيب حوالي 57% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً في تجارب لقاح موديرنا بآثار جانبية، مقارنة ب 48% ممن تزيد أعمارهم على 65 عاماً. وبعد جرعة موديرنا الثانية، أصيب حوالي 82% من الأشخاص في المجموعة الأصغر سناً بآثار جانبية، مقارنة بحوالي 72% من المجموعة الأكبر سناً. لكن يبدو أن جرعة Johnson & Johnson أقل فاعلية بشكل عام؛ إذ تشير التجارب السريرية إلى أن اللقاح فعال بنسبة 66% في الوقاية من كوفيد-19. أما فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا فتزيد بنسبة 90%. إلا أنه يصعب المقارنة بين تجارب الشركات على قدم المساواة، لأنها أجريت في مراحل مختلفة من الجائحة وفي مناطق جغرافية مختلفة. التعب والصداع أبرز الآثار الجانبية موقع Business Insider الأمريكي أشار إلى أنه فور حقن اللقاح في الذراع، يزداد تدفق الدم وتندفع الخلايا المناعية إلى مكان الحقن. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بألم أو احمرار أو تورم في مكان الحقن. هذه الأعراض أكثر شيوعاً مع لقاحي فايزر وموديرنا منها مع لقاح Johnson & Johnson. وفي جميع الفئات العمرية، شعر أقل من 50% من المشاركين في التجربة السريرية للقاح Johnson & Johnson بألم في مكان الحقن مقارنة ب 92% من المشاركين في تجارب موديرنا، و84% من المشاركين في تجارب فايزر. كان الصداع والتعب من الأعراض الشائعة نسبياً أيضاً في جميع التجارب. إذ أفاد حوالي 69% من المشاركين في تجارب موديرنا بإصابتهم بصداع، مقارنة ب 55% من المشاركين في تجارب فايزر، و39% من المشاركين في تجارب Johnson & Johnson. إذ أفاد حوالي 69% من المشاركين في تجارب كل من شركتي فايزر وموديرنا بإصابتهم بالتعب. وأفاد 38% فقط بإصابتهم بالتعب في تجربة Johnson & Johnson، لكن انتشار هذه الآثار الجانبية اختلف أيضاً باختلاف العمر. صغار وكبار السن فيما كان ألم المفاصل من الآثار الجانبية التي شاعت بالدرجة نفسها بين صغار السن وكبار السن بعد تلقي الجرعة الثانية من لقاح فايزر، حيث أفاد حوالي 22% إلى 23% بإصابتهم به. ولكن بعد الجرعة الثانية من لقاح موديرنا، كانت آلام الجسم أو العضلات أكثر شيوعاً بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 66 عاماً فأكثر (47%) منها بين البالغين الأصغر سناً (6%). وفق "عربي بوست" فإن الخبراء يقولون إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اللقاحات لا تنجح مع كبار السن، رغم أن الآثار الجانبية بين كبار السن تكون أقل بشكل عام. كما لا ينبغي أن يقلق الأشخاص الأصغر سناً كثيراً إزاء الشعور بآثار جانبية قوية. من جانبه، يقول الدكتور فيفيك شيريان، طبيب الباطنة في بالتيمور، إن الإصابة ببعض الآثار الجانبية المتمثلة في الإسهال أو بعض آلام العضلات أفضل بكثير من الإصابة بعدد من الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تنتج عن الإصابة بكوفيد-19.